لو أن المجتمع الدولي تعلم الدرس من الحرب في رواندا التي راح ضحيتها ما يقارب المليون كنتيجة للنزاع الدموي بين قبيلتي التوتسي والهوتو، أو المذابح التي ارتكبها الصرب ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها تصفية ستة آلاف أسير من الأطفال والرجال المدنيين في سربرنيتشا، لما تجرأ نظام البعث الطائفي السوري وحليفه الروسي على التمادي في تدمير المدن السورية على رؤوس المدنيين.
ما حصل في جلسة مجلس الأمن من استخدام روسيا الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي الداعي إلى وقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في حلب، يدل على أن المجتمع الدولي عاجز عن وقف الحروب والحفاظ على حياة البشر وفرض السلام العادل في العالم، كما يدل على تخاذل الأميركان وتنازلهم عن دورهم للأوروبيين بعد استعراضاتهم السياسية المخادعة منذ بدء الربيع العربي السوري، فلا هي فرضت مناطق آمنة داخل سورية لحماية السوريين ومنعهم من الهجرة التي صارت وبالا على أوروبا والدول المجاورة كتركيا والأردن ولبنان، ولا هي سمحت بتقديم أسلحة نوعية لوقف القصف الجوي على المدن السورية.
وبالمقارنة مع الموقف الأميركي المتخاذل مع الروس يبدو الموقف الفرنسي أكثر صرامة مع الروس حيث ألغى بوتين زيارته لفرنسا بعد أن اشترط هولاند حصر النقاش معه في قضية حلب المنكوبة، وبالمثل فقد كان الموقف البريطاني حازما عندما حمل روسيا مسؤولية تدمير قافلة المساعدات الإنسانية في حلب وارتكابها جرائم حرب في سورية ودعا إلى مظاهرات منددة بالعدوان الروسي أمام السفارة الروسية في لندن، وهي وإن كانت مواقف سياسية تفضح جرائم روسيا في سورية أمام العالم إلا أنها لا تقدم شيئا في رفع معاناة الشعب السوري وإنهاء العدوان الروسي عليه، وقدر الشعب السوري هو أن يستمر في الدفاع عن نفسه ضد الروس وحلفائهم الظلاميين وعلى العرب وغيرهم من أصدقاء الشعب السوري الذين صوتوا ضد القرار الروسي في مجلس الأمن تقديم كافة أنواع الدعم العسكري للشعب السوري بعد أن تخلى عنه المجتمع الدولي فإسقاط طائرة روسية كفيل بوقف عدوان روسيا ومراجعة حساباتها في سورية.
***
أوباما وصف الرئيس الصهيوني بيريز بعد موته بأنه مانديلا وأنه كان صديقا له لم يكف يوما عن الإيمان بالسلام ! هذا وصف يثير مشاعر الامتعاض لأن الفرق كبير بين مانديلا المناضل الوطني الذي قاد شعبه نحو التحرر من نظام الأقلية البيضاء العنصري وبيريز الپولندي الذي جاء إلى فلسطين يتزعم عصابة تقتل الأطفال والنساء وتفرغ القرى والبلدات والمدن من سكانها لتقيم كيانا عنصريا صهيونيا في فلسطين.
***
المعروف أن الكاتب ناهض حتر الذي قتل أمام المحكمة في الأردن على يد إسلامي متدين، كان ذا خلفية ماركسية وذا شخصية استفزازية تثير الكراهية ضده لأنه اعتاد مهاجمة الفكر الديني والتيارات الدينية وكان مؤيدا للنظام السوري في قمعه للربيع العربي في سورية، وقد نشر كاريكاتيرا يهزأ فيه بالذات الإلهية والملك جبريل والمتدينين، وهذا لا يعد مبررا لاغتياله لأن قضاء الدولة كفيل بمعاقبته. والمطلوب تشديد عقوبة التعدي على الرموز الدينية واعتبار ذلك خارج إطار حرية التعبير.