ألغت تسيبي ليڤني زيارتها لحضور مؤتمر الصندوق القومي اليهودي في لندن بعد صدور مذكرة بملاحقتها قضائيا على خلفية التهم الموجهة إليها بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية أثناء الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصرة في ديسمبر من العام الماضي عندما كانت وزيرة للخارجية الإسرائيلية آنذاك، مما يدل على ان أصداء تلك الجرائم كانت مدوية ولاتزال منذ عام تتردد في أذهان الكثيرين من الناس في دول العالم ممن تابع تلك الحرب رغم محاولة اسرائيل تضليل المجتمع الدولي بأنها تدافع عن نفسها ضد الإرهاب. أمر غريب ان يتساءل نصر أبوزيد عن سبب منعه من دخول الكويت لإلقاء بعض محاضراته بعد ان حسم القضاء المصري في التسعينيات موقفه من كتاباته وأصدر في حقه أحكاما تدين تطاوله على عقيدة المسلمين وكتابهم المقدس القرآن الكريم.
ومن المفارقة بعد ادانته قضائيا ان يرفض أبوزيد قرار منعه دخول الكويت ويستخف به ـ تحت جزمته على حد قوله ـ بينما تلغي ليڤني زيارتها لبريطانيا بهدوء.
كان من المفترض ان يقوم مركز تنوير بدعوة أهل الاختصاص لإلقاء محاضرات حول مواضيع مهمة مثل ظاهرة الاحتباس الحراري التي أصبحت هما عالميا أو الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم يسلم منها أحد من سكان الكرة الأرضية وغيرها من المواضيع التي تهم الشأن الإنساني وهي أهم بكثير من محاضرات تعتبر نسخة مكررة عما كان يردده المستشرقون على مدى السنين الماضية عن القرآن الكريم وموقفه من المرأة على لسان أبوزيد.
وللذين يرون مواجهة الفكر بالفكر، فإن علماء المسلمين ومفكريهم قاموا بجهد مشكور في الرد على شبهات المستشرقين ولا حاجة لتكرار مثل هذه الاسطوانة. فهل نتوقع من «مركز تنوير» بعد فشل دعوة أبوزيد ان يعيد الكرة بدعوة الكاتب سلمان رشدي صاحب كتاب «آيات شيطانية» ليحل ضيفا علينا ويلقي على مسمعنا بعض محاضراته القيمة أو دعوة الكاتبة البنغالية تسليمة نسرين لتتحدث عن موقفها الرافض للقانون الإسلامي للأحوال الشخصية؟!
يكاد المرء يجزم بأن ما قام به «مركز تنوير» من دعوة أبوزيد هو من قبيل الشغب وإثارة الفتنة وليس بقصد الإثراء الفكري.