تواجه قافلة «شريان الحياة» صعوبات جمة ومحاولات عرقلة لثنيها عن الوصول الى قطاع غزة المحاصر منذ عدة سنوات من اجل ايصال مساعداتها الانسانية اليه حيث يواجه القطاع اوضاعا انسانية مأساوية بعد الحرب التي شنتها اسرائيل عليه وتصادف هذه الايام ذكرى مرور عام عليها حيث تسببت في سقوط 1500 قتيل ثلثهم من الاطفال وآلاف الجرحى من مواطنيه، ويبدو ان العالم المتحضر الذي يتشدق دائما بدفاعه عن حقوق الانسان في المحافل الدولية ليس معنيا بحقوق الانسان في القطاع مما حدا بالمؤسسات الشعبية العالمية الى المبادرة وبدافع انساني لمحاولة كسر ذلك الحصار الجائر والقيام بمهمة اعداد قافلة الاغاثة التي يفرضها عليهم الضمير الانساني الحي.
واذا كان القطاع يعاني اوضاعا مأساوية تتسبب في وفاة 12% من المواليد فيه من سوء التغذية وتلوث مياه الشرب جراء الحصار، فإنه مقبل على اوضاع اكثر مأساوية عندما ينتهي انجاز مشروع بناء السور الحديدي ـ بمباركة العالم المتحضر ـ الذي يفصل بين حدودي القطاع ومصر، ويهدف الى خنق غزة من اجل الضغط على حركة حماس دونما ادنى اعتبار للمعاناة الانسانية فيه.
وبينما تستغل اسرائيل كل مناسبة من اجل استدرار العطف العالمي على اليهود الذين قضوا في معسكرات الاعتقال النازية قبل ستين عاما، نجد ان الموقف الرسمي العربي مقصرّ في فضح تعديات اسرائيل المتكررة على حقوق الانسان في القطاع وفي الاراضي التي تحتلها وهي تعديات يمكن ان تستخدم كورقة فاعلة في اثارة حفيظة الرأي العام العالمي عليها ان احسن استخدامها في وسائل الاعلام وفي المحافل الدولية وبخاصة في هذا الوقت الذي تشعر فيه اسرائيل بجفوة غير مسبوقة من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة بعد افتضاح امر ارتكابها جرائم حرب ضد الانسانية في القطاع.