ما قامت به الخارجية الإسرائيلية التي يرأسها المتطرف ليبرمان ـ والذي هدد سابقا بإغراق مصر بمياه السد العالي ـ من اهانة لا توصف لسفير تركيا أوغوز تشليك قبل وأثناء لقائه نائب وزير الخارجية المتطرف الآخر داني ايالون بسبب عرض مسلسل تركي للقطات تفضح سلوك الموساد الإسرائيلي يدل على عدم احترام إسرائيل للبروتوكولات الديبلوماسية وعدم التزامها بقواعد وأسس العلاقات الدولية. فكثير من المسلسلات والأفلام الغربية تعرض لقطات فكاهية عن العرب والمسلمين وتتضمن رسائل إساءة وسخرية الى رموزهم الدينية، ومع ذلك لم تقابل تلك الأعمال الفنية بقيام دولة عربية أو إسلامية باستدعاء سفير تلك الدولة المنتجة للفيلم أو المسلسل ومعاملته معاملة مهينة ثم عرضها أمام أعين الملأ من خلال وسائل الإعلام كتعبير عن احتجاجها على تلك اللقطات. فالمعروف في هذه الأمور ان يتم استدعاء سفير تلك الدولة ويقدم اليه كتاب احتجاج يطالب فيه بالكف عن عرض تلك الإساءة وينهي بذلك موضوع الخلاف بينهما.
فإذا كان هذا حال تصرف إسرائيل مع دولة إسلامية كبرى تتمتع بأكبر ثقل في المنطقة وتقيم معها علاقات ديبلوماسية وتجارية وعسكرية متينة منذ عقود، فكيف يكون تصرفها مع الدول العربية التي ترتبط معها باتفاقيات سلام حديثة أو التي ستقوم بتطبيع علاقات معها مستقبلا؟
للأسف ما يشجع إسرائيل على القيام بمثل هذا السلوك المشين وغيره من انتهاك لحقوق الإنسان هو ما تتمتع به من غطاء غربي يجعلها فوق المساءلة القانونية وفوق النقد، بل الدولة الوحيدة في العالم التي لا تنطبق عليها أحكام ومواثيق الأمم المتحدة بل هي التي تحاكم العالم بميثاق عداء السامية.
حسنا فعلت حكومة اردوغان عندما اتخذت إجراء عمليا وهددت بحسب سفيرها من إسرائيل دفاعا عن كرامة تركيا وهو ما جعل إسرائيل مرغمة تبادر وهي صاغرة على تقديم اعتذار رسمي عن تصرفها الهمجي. يا حبذا لو تحذو الدول العربية حذو الموقف التركي من إسرائيل.