لفت انتباهي كتاب العلوم للصف السابع الذي يدرس في الفصل الدراسي الاول، وهو كتاب جديد طبعة عام 2009 / 2010 عندما طلب مني ابني ان اشرح له مفهوم «الاسموزية». فقد اعجبت من صورة غلاف الكتاب التي تعبر عن علمية الكتاب وما يحويه من رسومات دقيقة واضحة ذات الوان زاهية واعتماده الارقام العربية وما يتمتع به من اخراج بديع، وهي نقلة نوعية اذا ما قورن مع كتب وزارة التربية القديمة التي كانت تعاني من اخراج سيئ يفتقر الى عامل الجاذبية وقد دون على صفحته الاولى «وبيرسون ايديوكيشن 2009»، فعلمت ان الكتاب اعد بالتعاون مع تلك المؤسسة التعليمية كما هو حاصل مع كتب اللغة الانجليزية المعدة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية البريطانية كاكسفورد ولونجمان.
ومع جودته العلمية واخراجه الجميل، تبقى هناك بعض الملاحظات الجديرة بالاثارة حول الكتاب مثل احتوائه على كم كبير من المعلومات العلمية المتعددة المواضيع، والاستغراق في عرض ادق ما تحويه رسوماتها من تفاصيل كعضيات الخلية واسمائها اللاتينية، وكيفية انقسامها وما يتبع ذلك من تشكل وتوزيع للكروموسومات والتطرق الى النماذج الاربعة للذرة وطبيعة كل منها والجدول الدوري للعناصر وخصائص مجموعاته والكترونات التكافؤ والظاهرة الاسموزية وغيرها من مواضيع لا يسع المجال لذكرها مما تجعل طالب الثانوي حائرا في فهمها، فما بالك بطالب المتوسط؟ فاذا اضفنا الى كون هذه المواضيع لا تناسب قدرة الطالب الاستيعابية ـ نظرا لعمق مادتها وكثافة معلوماتها ـ صعوبة اسلوب الشرح الذي يتميز بالتعقيد وعدم تبسيط الافكار المراد ايصالها، نخلص من ذلك الى ان الكتاب سيكون اكثر فائدة لو يعاد النظر في اختيار محتوياته وفي اسلوب شرحه حتى يكون في مستوى يساعد الطالب على ان يعتمد على ذاته في فهم مادته دون الحاجة الى الاستعانة بالآخرين، فتطوير المنهج لا يعني تطويع العقول الصغيرة بمطارق العلم الضخمة.
يستغرب المرء كثيرا في عدم سماح وزارة التربية للطلبة والطالبات بالاحتفاظ بأوراق اختباراتهم المصححة والتي تكون في الفترات، أليس احتفاظهم بها حتى يستعينوا بها استعدادا لاختباراتهم النهائية افضل من تخزينها لدى ادارة المدرسة ثم رميها في حاويات القمامة؟
اعتقد جازما انه لا يوجد مبرر منطقي لدى وزارة التربية في منع الكتابة بالقلم الرصاص في مدارسها، علما ان قلم الرصاص يمتاز بأنه عملي اكثر من القلم الناشف او الحبر الذي يتطلب التعامل مع اخطائه بالشطب او المسح بسائل التصحيح الذي تشتكي منه جميع مدارس التربية في الكويت، حيث يستخدمه الطلاب في الكتابة على الادراج والكراسي والجدران وتصعب ازالته منها!