افتتح منذ أيام معرض «ألف اختراع واختراع» في متحف العلوم في لندن يهدف الى تثقيف العامة من الأوروبيين بالجذور الحضارية الإسلامية لمجموعة كبيرة من الاكتشافات والابتكارات، وهو جهد تشكر عليه «مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة» المنظمة للمعرض التي يرأسها البروفيسور محمد مختار القماطي لأن افتتاحه يحسب خروجا عن المألوف الذي اعتدنا عليه هذه السنوات ويتمثل في التركيز على المسلمين واعتبارهم منبعا للإرهاب، وتحويلا للانتباه الى جانب إيجابي للمسلمين يبرز دورهم الحضاري في خدمة البشرية ويرد الاعتبار الى تراثهم المنسي ويجدد التذكير به من خلال ما يعرضه من إسهامات إسلامية في علوم الطب والرياضيات والفلك والصيدلة والاجتماع وفي حركة الترجمة التي بلغت أوج نشاطها في العصر العباسي، وهو ما يؤكد على أن التاريخ الاسلامي كان حافلا بتقدير العلم وتشجيع العلماء من مسلمين وغير مسلمين وينعم بحالة فريدة من التسامح ساعدت الى حد كبير في ازدهار العلوم الدينية والطبيعية ويبطل الادعاء القائل إنه تاريخ دموي لأن انتاجهم العلمي الوفير لا يمكن ان يكون محصول بيئة دموية.
وكما كان للمسلـــمين فضل كبير في نهضــــة اوروبـــا العلمية فإليــــهم يعود الفضل كذلك في استقدام الكثير من المحاصيل والاطعمة من الصين والهند الى اوروبا لم يعرفها الاوروبيون من قبل مثل البرتقال والموز والارز والقطن والحرير والبهارات والسكر وحتى المعكرونة (النودلز) الصينية حيث كانت وجبة مفضلة عند مسلمي صقلية في القرون الوسطى وكانوا يسمونها «الاطرية» قبل ان تدخل اوروبا عن طريق ايطاليا.
ومــــن الــــمؤكد ان المــــعرض الذي سيطوف الــعالم على مدى اربع سنوات قادمة سيترك انطباعا طيبا عن المسلمين في كل بلد يحط فيه رحاله ويبدد من مواقف التوجس تجاههم لدى زائريه.