علمتني الحياة أن الخالد هو ذلك الشخص الذي قام بعمل أفاد به شعبه وأمته، وان هؤلاء هم الفضلاء الخالدون الذين لن يستطيع الموت أن يطوي سيرتهم أو ينال منهم فيبقى خلود الصيت كالنبع الجاري الدافق الذي تشرب وتنهل منه الأجيال المتعاقبة.
هذا هو ما جال في خاطري بالأمس وأنا أتصفح جريدة «الأنباء» الغراء وهي تذكرنا بمرور عام على وفاة «خالد الكويت» أخي المغفور له بإذن الله، خالد يوسف مرزوق المرزوق ـ طيب الله ثراه ومثواه.
إذن هو من أولئك الرجال الذين تحملوا المسؤولية وتمرسوا من خلالها على أصول القيادة، تربطني بالراحل الكبير «أبوالوليد» ـ رحمة الله عليه ـ علاقة أخوية طيلة عقود من الزمن وايم الله انه كان على الدوام سيد الرجال في المواقف واحتدام الخطوب وسيفا مجربا وتاجرا أمينا وسياسيا محنكا وإعلاميا بارعا لا يشق له غبار وكريما لا يجارى ولا يبارى وهذه صفات وضعته في صحائف شعبه ومحبيه حتى من خارج الكويت في مصاف رجال الخلود والمآثر والسيرة الحسنة العطرة.
يقول الشاعر حافظ إبراهيم:
خالد الآثار لا تخش البلى
ليس يبلى من كان له ذكر خلد
ومن قرأ سيرته بالأمس في «ملف الأنباء» يستشعر عظمة هذا الرجل في حياته وما بعد وفاته لأن للخلود الحق اثارا وصعب جدا ان تعدد مناقب وآثار أخي «أبوالوليد» لأنها تنوعت، فهو والله رجل المواقف والأخلاق يذكرها له أهل الكويت ودول مجلس التعاون والعرب وغيرهم في كل مكان من هذا العالم الواسع.
رحمك الله يا أخي خالد بن يوسف المرزوق، كبيرا كنت في حياتنا وكبيرا عندنا في مماتك وفي قلوب أهلك وشعبك وكل من أحبك.
لقد أحسنت الدولة حينما أطلقت اسمه على أحد أكبر شوارع الكويت، فهذا «الخالد» يستاهل لأنه ترك بصمة إنجازات كبيرة بالفعل سبق بها عصره من حيث التفكير بها وتحويلها من أحلام الى حقائق ومشاريع نابضة بالحياة محققا إنجازا وطنيا غير مسبوق وهكذا هو خالد الخير خالد الكويت.
اللهم يا رب السموات والأرض اجعل قبر أخي خالد يوسف المرزوق روضة من رياض الجنة، واجعل مثواه في الفردوس الأعلى من الجنة.
أيها الكبير الراحل معزة وقدرا، أنت في قلوبنا جميعا ندعو لك بعد ان سلمت الأمانة لنسلك وهم على خطاك يحملون ما أورثتهم من جرأة وشجاعة وكرم ومروءة ويقومون بخدمة الشعب الكويتي كما فعلت ومن موضع القدرة والفزعة والشهامة الموروثة منك يا طيب الصيت والمنبت والذكر الحسن.