فقدت الكويت في هذه الأيام المباركة قبيل حلول شهر رمضان المبارك النائب السابق هادي هايف الحويلة عن عمر يناهز 76 عاما بعد انقضاء مسيرة وطنية وبرلمانية وشعبية شامخة حافلة بالإنجازات.
رافقت أخي هادي في حقبة السبعينيات كأعضاء في مجلس الأمة وكان خلال ملازمتي له ومن بعدي مثالا حيا وصادقا للنائب الذي يمثل الأمة وأرسى أعرافا جميلة في الأخلاق البرلمانية من حيث الحوار والإنجاز والأخلاق الطيبة.
من عاشر الحويلة يذكر ان الفقيد، رحمه الله، بدأ حياته الوظيفية موظفا في وزارة الأشغال العامة ثم انتقل الى الإطفاء، وكان، رحمه الله، من مآثره إطفاء كل الحرائق والفتن، وتسيد روح الحوار والتفاهم ثم انتقل الى وزارة الصحة وعرف عنه اهتمامه بالاقتصاد فشغل عضوية بيت التمويل الكويتي لسنوات خلت ثم رئيسا لجمعية الرقة التعاونية ونال ايضا عضوية نادي الساحل والهلال الأحمر الكويتي.
والله انها رحلة طويلة مضيئة في العمل الحكومي والشعبي حصل خلالها على حب الناس واحترامهم بأخلاقه وعلو همته.
انني اقترح إطلاق اسم الراحل الكبير هادي هايف الحويلة على احد المرافق الحكومية الكبيرة في محافظة الأحمدي لأنه بكل صراحة ووضوح كان مدرسة للأخلاق البرلمانية عايشتها يوم زاملته في البرلمان، وبرحيله فقدت الكويت أحد ابرز رجالها البرلمانيين الأوفياء، وسيدعو له الكثيرون من مواطنيه الذين أفادهم وخدمهم طيلة حياته دون كلل أو ملل، وكان، رحمه الله، يعتبر مساعدة الضعفاء وأصحاب الدخول المحدودة أمرا واجبا ألزم نفسه به طيلة حياته، رحمه الله، وبذل جهودا ملحوظة ومشهودة.
انا اعرف ومتيقن من ان الكويت حزينة على الفقيد هادي الحويلة الذي نجح في الوصول الى مجلس الأمة منذ عام 1975 حتى عام 1996 وهو في سباق مع الزمن لخدمة مواطنيه واخوانه.
والله إني أرثي «أبوهايف»، رحمه الله، وأستذكر أدواره الطيبة، وعزائي لأسرته الكريمة واخوانه وأبنائه، ورحم الله النائب الكبير اخي وصديقي الذي كان مثالا للبرلماني الملتزم خلقا وسلوكا وعملا.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى في الجنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.