يوما بعد يوم يثبت الكويتيون انهم لحمة واحدة، شركاء وطن ومصير، همومهم واحدة، بل وصف واحد خلف قيادتهم السياسية الحكيمة، وان اختلافهم في بعض الأحيان هو اختلاف تنوع وثراء، وليس اختلاف تضاد وتباعد، تجمعهم مصلحة الكويت العليا، وآية ذلك انه بمناسبة مرور أربعة أعوام على تولي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم عاش أهل الكويت مناسبة وطنية كريمة استذكروا فيها إنجازات سموه وحرصه الدؤوب على التمسك بالنهج الديموقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة في البلاد من أجل ان يعيش أبناؤنا والأجيال القادمة في سعادة ورخاء، ولهذا أنتهز هذه الفرصة لأقدم خالص التهاني والتبريكات لصاحب السمو الأمير، متمنيا لسموه موفور الصحة والعافية، ولأهل الكويت مزيدا من الرقي والأمن والاستقرار.
وصاحب السمو الأمير هو الأب الحاني على الجميع، وقد ضرب المثل عبر تاريخه الديبلوماسي والسياسي في الحكمة والتريث والعمل الجاد والمخلص من أجل أبناء وطنه في الداخل. وبفضل الله ثم بفضل جهود سموه برز دور الكويت عالميا في مجالات كثيرة وأصبحت تتمتع بعلاقات صداقة متينة مع العديد من دول العالم، وهو الأمر الذي يلقي على أبنائها مسؤولية كبيرة في الحفاظ على هذه الإنجازات بكل إخلاص وصدق وتفان.
الوحدة الوطنية هي الهاجس الرئيسي لصاحب السمو الأمير، فلا تكاد تخلو خطاباته وأحاديثه مع أبناء الوطن الذين يلتقون سموه بين الفينة والأخرى من التأكيد على وحدة الصف الوطني وعدم الالتفات الى صغائر الأمور، والتشديد على ضرورة الالتفات الى التنمية والإنجاز، وها هي القوى السياسية تستجيب لدعوات سموه المتكررة وتؤثر التهدئة والاحتكام الى العقل والابتعاد عن التأجيج، وهذا ما يجب ان يكون ديدنا لكل أبناء الكويت، لجمع كلمتهم في أوقات الرخاء والشدائد، لاسيما ان نذرا خطيرة تلوح في الأفق، وان المنطقة مقبلة على أوضاع عصيبة على خلفية النزاع الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، الأمر الذي يتطلب منا ان نكون يدا واحدة خلف قيادتنا من أجل حفظ أمن واستقرار كويتنا الحبيبة.
ومع العودة الميمونة لسمو الشيخ سالم العلي من رحلته العلاجية سالما ومعافى، والذي أسأل الله سبحانه وتعالى ان يلبس سموه ثوب الصحة والعافية، انتفض أبناء الوطن وعبّروا عن مشاعرهم ليضربوا أيضا المثل في العرفان والوفاء لرجل دولة من الطراز الأول، له بصمات واضحة في بناء الكويت الحديثة، وقدم لأبناء وطنه العديد من مشاريع البر والخير وأثرى العمل التنموي في البلاد، ولمس حاجة بعض الشرائح من أبناء وطنه فتوالت تبرعاته وعطاياه السخية ليعكس بهذا السلوك الخيري النبيل الطبيعة الخيرية التي جبل عليها أهل الكويت، وكان لهذه العطايا أكبر الأثر في التفاف الشعب حوله، مثمنين له هذا الدور الكريم وداعين له بالشفاء العاجل، وقد تجلى حب أهل الكويت لهذا الرجل حينما خرجوا في حشود غفيرة لاستقبال سموه يتقدمهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وكبار رجالات الدولة في مشهد فريد قلما يتكرر.
هذه الروح الجميلة والرائدة السائدة في علاقة الحاكم بالمحكوم يحسدنا عليها الكثيرون من أبناء المنطقة فعلينا صيانتها وتعزيزها والخروج من الدوائر الضيقة للمصالح والأجندات الخاصة للعمل في الدوائر الرحبة من أجل رفعة الكويت وإعلاء شأنها، لأنه ثبت بالدليل القاطع ان الإنجازات تتحقق والتنمية تعلو رايتها في ظل التعاون والتنسيق والتكاتف وتضافر الجهود، وان التنمية تتراجع في ظل أجواء الاحتقان والتوتر والشحن ومحاولات التكسب، وقد شهدنا خلال الفترة الماضية ان التعاون بين السلطتين قد أسفر عن بعض المشاريع المهمة من أبرزها اعتماد خطة التنمية والتوافق حول قانون المعاقين، ويتطلع أبناء الكويت إلى مزيد من الأعمال والإنجازات، وفي هذا السياق لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي يقوم به نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ أحمد الفهد وجولاته في العديد من المناطق من أجل بحث همومها والوقوف على مشكلاتها تمهيدا لتقديم الحلول لها.
كما ان هذا التعاون يجنبنا الكثير من الأخطار المحدقة ببلادنا، ويترك لأبنائنا ميراثا تاريخيا مشرقا وزاهرا وحافلا بالمواقف، فها نحن نستقبل بعد أيام أعيادنا الوطنية لنستذكر مواقف مشرفة أعادت الى الكويت حريتها واستقلالها وسيادتها بعد رحيل المحتل، كما نستذكر ايضا التضحيات والمواقف البطولية لأهل الكويت الذين اختلطت دماؤهم الزكية بتراب هذا الوطن الغالي، والتي كانت نتيجتها وبالتعاون مع بعض الأصدقاء تحرير الكويت من براثن المحتل العراقي الغاصب.