سلطان الخلف
تكمن عظمة رمضان في دروسه التي يقدمها في تهذيب النفس وضبطها وتعويدها على الاخلاق الفاضلة التي دعا اليها رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم )، والاقلاع عن كل خلق فاسد او عادة سيئة نهانا عنها ( صلى الله عليه وسلم ).
في رمضان حيث يصوم المسلم معظم يومه عن الطعام والشراب ويكتفي بوجبتي طعام، فرصة عظيمة يمكن للمسلم فيها ان يقلع عن عادة السلوك الاستهلاكي السيئ للغذاء الذي يتجاوز حدود حاجته ويتنافى مع موقف الشرع في نبذ الاسراف والتبذير، تدل على ذلك حاويات القمامة الفائضة بأنواع الطعام وعبوات الشراب امام المنازل والاعداد الكبيرة من القطط التي تتجمع حول تلك الحاويات في كل حي وهي تتمتع بالأمان بما توفره تلك الحاويات من مصدر غذائي دائم لها.
نتقبل ان يبادر الناس الى شراء كميات كبيرة من الطعام ويقومون بتخزينه في منازلهم عندما ينتابهم شعور بالفراغ الامني كما حدث ايام الاحتلال، لكن لا نفهم هذه الفورة الشرائية العارمة للمواد الغذائية في شهر رمضان، شهر الصوم عن الطعام.
فمتى يقلع المسلمون عن هذه العادة ويأخذون بنصيحة نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ): «ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه»؟!