كلامه الذي جاء في خطابه الذي ألقاه عند زيارته للقاهرة 2009 من أجل إعادة الثقة المفقودة في السياسة الأميركية كرره الرئيس أوباما هذه المرة ولكن ترضية للشعوب العربية التي تعيش ربيعا سياسيا بعد نجاح ثورتي مصر وتونس حيث تطرق في خطابه يوم 15 مايو الجاري الموجه إلى الشرق الأوسط والدول العربية إلى أن قيام دولة فلسطينية وفق حدود 67 يشكل أساسا لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي لكن يظل خطابه مجرد كلام لم يرق إلى مصداقية أو أي توجه عملي ملموس على أرض الواقع منذ توليه الرئاسة، ومع ذلك لم يفلت من توجيه اليمينيين المسيحيين واليهود أصابع الاتهام إليه بالانحياز نحو العرب والمسلمين مثل ما فعلوا قبل ذلك عندما طالب بالتسامح الديني مع المسلمين وقبول بناء المركز الإسلامي قرب غراوند زيرو من منطلق مسؤوليته كرئيس للشعب الأميركي بجميع طوائفه وإثنياته. كما أنه من غير المعقول أن يضحي أوباما بشعبيته وأن يخسر منصب الرئاسة القادم مقابل تحدي الإرادة الإسرائيلية أو مصالح بلده التي تقوم على دعم وتأييد إسرائيل بلا حدود بل ربما يشعر بأن أصوله الأفريقية والإسلامية رغم تمسكه بمسيحيته وإعلانه عن ذلك من البيت الأبيض تملي عليه الحذر من الإقدام على أي خطوة ولو كانت بحسن نية تثير إسرائيل حيث يمكن تفسيرها بأنها انحيازية معادية للسامية وهو ما جعله يصمت أمام رفض نتنياهو التفاوض على أساس حدود 67 وكأن لسان حاله يقول إني أتفهم سياسة الأمر الواقع الاستيطانية التي تنتهجها حكومتكم سيد نتنياهو. أوباما سبق أن تعهد بإغلاق غوانتانامو سيء السمعة أثناء حملته الانتخابية لكنه لم يفعل بعد فوزه كرئيس فكيف يفي بشيء لم يتعهد بأي عمل تجاهه مثل حل النزاع العربي الإسرائيلي؟