لابد أن يصاب المرء بالدهشة والحيرة عندما يستعرض مواقف بعض الصحف والفضائيات العربية وهي تتابع ساعات الانقلاب الأولى في تركيا كأنها مباراة في كرة القدم بين فريقين على نهائي بطولة كأس العالم.
هذه الصحف أو الفضائيات خرجت من مسارها الإعلامي الصحيح وتقمصت دور الجمهور الرياضي وراحت تؤيد فريق المحاولة الانقلابية ضد فريق الحكومة الشرعية، وكان ذلك واضحا في طريقة عرضها للمشهد الانقلابي، حيث جاء خبر نجاح الانقلاب على وجه السرعة كأنه بشرى إلى الجماهير العربية، متصدرا تلك الصحف والفضائيات وهي تزف هروب الرئيس أردوغان من تركيا وطلبه اللجوء في ألمانيا.
ويا فرحة ما تمت فقد انقلب السحر على الساحر وجاءت الأخبار المؤكدة بعد ساعات لتؤكد ان الانقلاب قد فشل فشلا ذريعا وانهارت معنويات قادته الانقلابيين أمام الموجة الشعبية الجارفة الرافضة للانقلاب وموقف عناصر الأمن والجيش والبرلمان المدافعين عن الشرعية وهذا ما دفع تلك الصحف إلى استعادة النسخ المطبوعة المبشرة بالانقلاب واستبدالها بإصدار جديد يتحدث في صفحته الأولى عن أحداث نيس في فرنسا التي عفى عليها الزمن وصارت في خبر كان ولم تعد تثير اهتمام القارئ.
كما بدا على وجوه مقدمي الأخبار في تلك الفضائيات الذهول من تحول مجرى الأحداث وصار ينطبق عليهم المثل القائل: «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن».
ما جدوى أن تصر بعض وسائل إعلامنا العربية على استباق الأحداث، والانحياز للفريق الانقلابي ضد إرادة الشعب التركي، وهو تصرف لا يليق برسالة المؤسسة الإعلامية في نقل الحقائق والابتعاد عن التحيز الأعمى؟ ولماذا تعتقد أنها قادرة على قلب الحقائق في عصر الثورة المعلوماتية التي يشهدها عالمنا الحاضر وأصبحت فيها الهواتف الذكية (فانوس الإعلام السحري) في متناول الجميع؟ لابد أنها فقدت مصداقيتها أمام الجماهير العربية ومن الصعب إعادة الثقة بها من جديد.
أما جامعتنا العربية فقد أدلت بتصريح ضبابي مساء يوم الأحد بعد يومين من فشل الانقلاب لتقول لنا إن «تركيا دولة كبيرة ومهم أن تبقى مستقرة»، دونما إشارة إلى دعم الشرعية القائمة فيها أو تهنئة الشعب التركي بفشل الانقلاب وهو تصريح يصلح في حال نجح الانقلاب لأن الاستقرار أوجب في حال نجاح الانقلاب من فشله، ولعله جاء موافقا لتصريحات البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي مع بداية الانقلاب ويفتقر إلى الاستقلالية ويعاني عدم الإجماع الذي عودتنا عليه جامعتنا العربية.
****
فوق كونه بيتا من بيوت الله بني في نهاية القرن التاسع عشر، أي أنه من المساجد القديمة التاريخية، فإن مسجد شملان بن علي الرومي يقع في حي «المطبة»، وهو حي مشهور في منطقة شرق ويمثل أحد أبرز معالم الكويت القديمة، وإزالة مثل هذا المسجد تعني مسح «المطبة» من خارطة ما تبقى من تراث الكويت.
وعلى الفريق الهندسي الخاص بالدائري الأول أن يجد حلا يضمن بقاء هذا المسجد الذي هو دليل «المطبة».
****
مسلسل قتل المدنيين في سورية مستمر بحجة مواجهة داعش.
عشرات المدنيين في منبج السورية من بينهم أطفال قتلوا منذ أيام بغارات التحالف الدولي.
معاناة الشعب السوري صارت مركبة مصادرها نظام البعث الطائفي المنبوذ وداعش وروسيا والتحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة.