صورة التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية والعراق صارت واضحة بشكل كبير، حتى أنه لم يعد هناك أدنى شك في ذلك حيث إن الولايات المتحدة تستحوذ على حصتها من الكعكة في العراق بينما تطلق يد روسيا للاستحواذ على باقي الكعكة في سورية.
وإذا كانت الولايات المتحدة مطمئنة على حصتها في العراق، حيث يبدو تعاون الحكومة العراقية واضحا معها في التنسيق السياسي والإعلامي والعسكري والاقتصادي، وبمعنى آخر خضوع العراق للإرادة الأميركية بشكل كامل، فإن روسيا لم تحقق ما تطمح إليه في سورية، حيث الشعب السوري لايزال عصيا على الخضوع للإرادة الروسية ومصمم على الإطاحة بالنظام الذي تدعمه روسيا عسكريا وهو ما أفقد بوتين صوابه وجعله يتصرف بغير مسؤولية وهو يستخدم طيرانه العسكري بشكل جنوني في قصف المدن السورية الخاضعة للجيش الحر والمعارضة السورية خاصة في مدينة حلب التي استعصت على الاستسلام والحصار واستطاع مقاتلوها فك الحصار عن مواقع مهمة فيها والاستيلاء عليها كالراموسة وكلية المدفعية والكلية الفنية ومنطقة 1070 شقة وغيرها.
ولا تزال المعارضة السورية المسلحة تحقق المزيد من الإنجازات على الساحة العسكرية رغم القصف الروسي المستمر الذي كشف عن نوايا روسيا العدوانية تجاه الشعب السوري وليس داعش.
لكنه لن يفلح في ذلك لأنه وضع نفسه في مواجهة مباشرة مع الشعب السوري بأكمله ومن غير المعقول المضي قدما في تدمير المدن السورية ودعم نظام منبوذ لا يحظى بتأييد شعبي وتسبب في دمار سورية وقتل وهجر الملايين من الشعب السوري ويعاني من جيش طائفي ضئيل معنوياته منهارة ومدعوم من قبل مسلحين طائفيين مرتزقة جيء بهم من دول مختلفة ليس لهم قضية عادلة يحاربون من أجلها اللهم إلا الحصول على بعض المال نظير قتالهم إلى جانبه.
الفرق بين الأميركان والروس أن الأميركان استطاعوا فرض نفوذهم في العراق بإزاحة نظام دكتاتوري عن العراقيين تسبب في معاناتهم لسنوات طويلة، بينما يريد الروس فرض نفوذهم على سورية بدعم وإعادة تأهيل نظام دكتاتوري طائفي قاتل ومكروه من قبل الشعب السوري بالقوة، وذلك مستحيل لأنهم لن يكسبوا الشعب السوري بل صاروا له أعداء كعداوة النظام لهم.
لقد ظهر بوتين ضعيفا أمام شعبه عندما فشل في إخضاع جارته الضعيفة أوكرانيا بعد أن رسم له الأميركان والأوربيون خطوطا حمراء لا يمكنه تجاوزها حتى أنه لا يجرؤ على خرق أجواء أوكرانيا بطائراته أو قصف أراضيها فلم يجد غير سورية ليغطي على فشله الذريع في أوكرانيا ويعيد رسم صورته كزعيم شجاع أمام مواطنيه الروس!
***
بابا الفاتيكان فرانشيسكو يقر بأنه لا علاقة بين الإسلام والإرهاب بينما بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس الذي استقال من منصبه يتهم القرآن بالإرهاب.
لكن كيف يحدث هذا التناقض الفاضح بين شخصيتين تمثلان أعلى سلطة كاثوليكية في الديانة النصرانية؟ وهل الموقف من الإسلام لدى الفاتيكان يتغير بتغير البابا؟
***
وشهد شاهد من أهلها، فالمرشح الرئاسي ترامب وأمام وسائل الإعلام يفضح أوباما والمرشحة هيلاري بأنهما وراء نشأة وتمدد (داعش).
وهذا ما يؤكد التقارير التي كانت تتحدث عن تورط الإدارة الأميركية في ظهور تنظيم داعش وتمدده في العراق وسورية.