لم يكتف النظام الإيراني بإثارة الفوضى وإشعال الحروب الطائفية في بلدان العالم الإسلامي كما هو حاصل في سورية واليمن أو التدخل في شؤونها الداخلية كما في العراق ولبنان.
بل ذهب أبعد من ذلك عندما جعل من موسم الحج ميدانا للمظاهرات الغوغائية ترفع فيها الشعارات وصور زعاماته الدينية التي لا يراعى فيها أي احترام لقدسية هذا الموسم أو التقيد بالتوجيهات القرآنية التي تحث المسلم على التزام آداب الحج (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) البقرة 197 أو تحذر من مغبة الاستهانة بقدسية بيت الله الحرام بارتكاب المحرمات فيه (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) الحج 25.
لا أدري كيف فاتت هذه الآيات القرآنية الواضحة على النظام الإيراني دون أن يستوعب مدلولاتها الشرعية؟
من حق المملكة العربية السعودية أن ترفض الشروط التي وضعها النظام الإيراني المتعلقة بحجاجه الإيرانيين الذين يشكل الحرس الثوري غالبيتهم والتي من بينها السماح لهم بالتظاهر في الحج لأنها لا تتفق مع تعاليم الإسلام وقد عانت المملكة العربية السعودية وحجاج بيت الله الحرام معاناة مريرة من سلوكيات الحجاج الإيرانيين في مواسم حج ثمانينيات القرن الماضي حتى السنة الماضية والتي أدت إلى إزهاق أرواح المئات من الحجاج الأبرياء وكانت تهدف إلى إشاعة الفوضى وإفشال مواسم الحج.
ومع ذلك فقد فشل النظام الإيراني فشلا ذريعا فيما كان يهدف إليه بهذه السلوكيات من إحراج المملكة السعودية، حيث استطاعت إحباط مخططاته في إفشال مواسم الحج والحفاظ على سير مناسكه بأمن وسلام حتى صار مسلمو العالم يدركون أن النظام الإيراني هو الذي يقف وراء محاولات بث الفوضى في مواسم الحج وإيذاء حجاج بيت الله الحرام والتعدي على الركن الخامس من أركان الإسلام.
لن ينفع النظام الإيراني استغلال الحج في الدعاية له ولن يجني إلا المزيد من العزلة من قبل مسلمي العالم ومن الحذر من سلوكياته الغوغائية التي لا تمت إلى ديننا الحنيف بصلة.
ولا شك أن حجاج بيت الله في هذا الموسم سيشعرون بالأمن وسيؤدون مناسك حجهم براحة واطمئنان مع غياب الحجاج الإيرانيين الذين تتحمل حكومتهم مسؤولية عدم السماح لهم بالحج.
***
زيادة تسعيرة الوقود أمر سهل بالنسبة لحكومتنا الرشيدة وبالمثل زيادة تسعيرة الغاز الطبيعي وغيرها من الزيادات، وهي زيادات شكلية لن يكون لها أثر في دعم ميزانية الدولة بينما صنبور الهدر المالي الحكومي مفتوح على آخره تلتهمه المناقصات الخيالية ذات المليارات والتعديات المالية التي تنفجر فضائحها بين حين وآخر.
لن تتعافى ميزانية الدولة إلا بوقف عجلة الهدر المالي الحكومي وحينها سوف يشعر المواطن بجدية حكومتنا الرشيدة في معالجة عجز الميزانية.