أخذت قصة قشرة الموز شهرة في القصص والنكت لكونها ارتبطت بالدسائس وزحلقة من يقع في طريقها وصيت هذه الحكاية الطريفة يصور لنا ما يدور اليوم في كواليس الهيئة العامة للشباب والرياضة التي أصبحت كقشرة الموز في طريق الرياضة المحلية من خلال افتعالها الأزمات المتلاحقة والتي جاءت بشكل ينم عن سوء الإدارة والفشل الذريع لهذه المؤسسة، فبالأمس القريب تم حل مجالس إدارات بعض الأندية وتعيين لجان بديلة ومؤقتة لها بشكل عاجل لإدارتها لفترة زمنية محددة وهي سنة، مما دفع الإدارات المنحلة إلى اختصام الهيئة في المحكمة لتضطر الهيئة بعد هذه الخطوة إلى التراجع وتقوم بتخفيض مدة التعيين إلى ثلاثة أشهر بعد أن كانت سنة، لهدفين أولهما إعطاء الفرصة لمعارضة النادي الأصلي لتسجيل مؤيديهم خلال هذه المدة وهو ما تحقق بالفعل من خلال نسبة التسجيل الكبيرة، وأما الهدف الثاني فهو طلب الهيئة من اللجان المعينة عقد جمعية عمومية غير عادية لمساءلة الاتحادات التي صدر منها قرار إيقاف النشاط بالقبول بالشروط الحالية وهو ما سترفضه بالطبع هذه الاتحادات لكونها مؤيدة لرؤساء مجالس الادارات السابقة، وبذا تتوافق الشروط من خلال الجمعية العمومية عبر عزل رؤساء الاتحادات التي تم إيقاف نشاطها الرياضي، إلا أن هذا المخطط لم ينفذ بسبب التطورات المفاجئة على الساحة الرياضية وإن كان أبرزها كثرة الضغوط على الهيئة واتهامها بعدم الحيادية في تعيين المجالس المؤقتة، لتتدارك الهيئة عبر مستشاريها في خطوة مستهلكة أخرى بدعوى إعادة تشكيل مجالس هيئات النوادي المنحلة من أعضاء الجمعية العمومية وبالفعل تم تشكيل لجنة رياضية من أعضاء الهيئة مهمتها ترشيح خمسة أسماء يتم اختيارها من الجمعية العمومية وبالفعل تم إنجاز هذه المهمة خلال ساعات وجيزة وتم تسريب هذه الأسماء ونشرها في المواقع الإلكترونية والصحف ومن ثم تأتي المفاجأة في ظهيرة اليوم التالي وتتغير الأسماء كليا ويكون الاختيار مقصورا على المعينين من موظفي الهيئة، حيث عزا رئيس الهيئة السبب في هذا التوجه إلى تحقق الحيادية، إلا أن الحقيقة في هذا الأمر تكمن في الاجابة عن سؤال مهم وهو: أين كانت هذه الحيادية منذ أربع أشهر عندما تم اختيار هذه المجالس المؤقتة والتي قصد بها ضرب أعضاء الأندية المنحلة بشكل غير عادل ينم عن خطة واضحة تدار من خارج أسوار الهيئة والهدف منها إزاحة القائمين على الشأن الرياضي حيث بدأت خيوط هذه اللعبة تتجلى يوما بعد يوم وتنكشف الاقنعة، وحتى من كان بالأمس مؤيدا لقرارات الهيئة نجده اليوم قد انقلب بدرجة مغايرة بسبب القرارات الارتجالية التي تتخذها الهيئة، ولم تقتصر هذه الرحلة المتهورة للقائمين على الهيئة عند هذا الطريق بل سارعت إلى طلب عقد انتخابات خلال خمسة وأربعين يوما ومن المقرر لهذه الدعوة أن تتم في نهاية الشهر الجاري وتتم الانتخابات في شهر يونيو مع العلم أنه وخلال هذه الفترة الزمنية سيصدر حكم القضاء في شأن الأندية المنحلة، وبعد هذه المتابعة نجد ان الهيئة تمارس تعسفا وشيئا من التسرع في ادارتها للشأن الرياضي من خلال إقدامها على الشيء ومن ثم التراجع عنه بقرار أسوأ لتستمر الرياضة الكويتية في السير في طريق مجهول بسبب قشر موز الهيئة الذي تضعه أمام النشاط الرياضي باستمرار.
mailto:[email protected]