(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ـ الإسراء)، نبدأ من حيث ما انتهت به الآية الشريفة والتى تحمل موعظة وحكمة يجب استدراكها ونتعظ منها ولا نكون من أصحابها وتحق علينا هذه الدعوة الشنيعة بسبب ما آلت إليه الأوضاع السياسية مؤخرا فبات كل شيء يسير وفق منهجية الفوضى المرتبة في طريق مظلم لا أحد يعلم إلى أين ينتهي، فمنطق التخوين والاتهام هو السمة السائدة من الأغلب، وصكوك الولاءات توزع حسب القناعات والتشكيك لتكون هي الأدوات من البعض في مهاجمة خصومهم حتى أصبحت الساحة السياسية منطوية على نزاعات لا طائل منها سوى إشباع غريزة الأنا لدى البعض والذين يسيرون وفق أجندة مرسومة لهم ولا تخفى على أحد على حساب مصالحهم الدنيوية غير آبهين لتأثيرات أفعالهم الخطيرة التي أدت إلى تصدع الوحدة الوطنية في المجتمع ومن ثم أصبح هذا الأمر جليا وغير خاف لما وصلت إليه الأمور في ظل غياب الرقابة الحكومية التي فقدت إدارة الأمور وأصبحت شبه عاجزة وأحيانا فاقدة لأهليتها، والسؤال الذي يفرض نفسه مع هذا المشهد القاتم: ما جدوى أجهزة الدولة المختلفة وجيش المستشارين في هذه المعضلة السياسية؟ أليس هناك من يتابع ويرصد، أم أن هناك متواطئا في هذه اللعبة القذرة لا يتمنى أن تعود الأمور إلى حالها؟ تساؤلات تفرض نفسها على هذا الواقع السياسي المتطرف الذي أصبح يلامس كيان الدولة والمجتمع ويسهم في استشراء الانقسامات فيما بينهم.
وما يجري اليوم لا يتعدى سوى لعبة حان الوقت لتطويقها ووأدها في مهدها لأن الأمور بدأت تأخذ منحنى خطيرا خصوصا التصريحات غير الموزونة من البعض مما يعزز التمرد على القانون وهيبة السلطة في إزاحة هذه العبثية والبلطجة السياسية الغبية التي لم تدر علينا سوى التناحر والتفرقة والتأخر عن الركب.
[email protected]