الضبع، حيوان قبيح المنظر مولع بأكل الجيف، وهو ذو عواء مخيف، وكثيرا ما نراه بجانب الأسود يقتات على بقاياها، وهو مخلوق عدواني لا يعيش إلا في جماعات وذلك سر قوتها، وله فك قوي لا يوازيه من الحيوانات إلا ما ندر منها، ولا يصطاد إلا في الليل تحت ستار الغدر، كأفراد من البشر ابتلينا بهم مؤخرا على الساحة الكويتية منهاجهم توزيع الصكوك الوطنية حسب مصالحهم وما يناسب أهدافهم الشخصية في قاعدة تنطلق بالتشكيك والاتهام من دون أي دليل حتى بات الحق باطلا والباطل حقا لتتغير المفاهيم والقناعات وتنقسم الآراء بين مع وضد، ومن ثم تستغل لتنفيذ أهداف وصولية لشخوصهم تحت منطق ميزان العدالة وهي في الواقع بعيدة كل البعد عنهم بتاتا، ومن خلال ما تسطره لنا الأقلام من آراء متعددة تتناول الشأن المحلي نجد هناك من يحاول صنع مكانة ورمزية من خلال هذا التطرف المستهجن عبر أطروحاته التي لا تخلو من المواجهة العلنية في خطاب مباشر مليء في ظاهره بالسوداوية وفي باطنه بالتحريض والتخوين والتشكيك بهدف خلق قناعات تتبنى وتؤيد أجندته الفكرية معولا على هذا المنهج في الوصول لمآربه الشخصية تحت غطاء الوطنية ليتجلى اعوجاج الميزان ويميل إلى جهة التمرد والدعوة إلى عدم الانصياع لولي الأمر بحبر تلون بنفس كريهة استعصى عليه أن يكون ذا شأن، فبادر تحت اسم الديموقراطية ليكتب ما يحلو له في سقف لا محدود متجاوزا الأعراف التي التزم بها الجميع عاقدا العزم على أن ما يمارسه ليس سوى حق اعتقد أنه هو السبيل الوحيد في تحقيق غاياته البروغماتية التي امتهنها في شارع الصحافة ليبالغ بالنقد ويجاهر بأنه ليس خائفا من شيء، مبررا ذلك بأنه إنسان «بايعها» بأسلوب وضيع لا ينم سوى عن الطريق المظلم الذي يسير باتجاهه، وهذه الجرأة السلبية أفرزت لنا قطيعا من الضباع ابتلينا بها مؤخرا على الساحة الكويتية لا هم لها سوى نفث سمومها الكريهة لضرب أركان المجتمع الذي بدأ يتصدع من هذه الممارسات الشاذة، فما أحوجنا اليوم إلى مبادرة لترويض هذه الأفكار حتى لا تصبح منهاجا لا يمكن السيطرة عليه في المستقبل.
[email protected]