هذا العنوان لا أقصد به اسم فيلم الفنان عادل إمام، ولكنه عنوان لقصة حقيقية تخص أحد قياديي الدولة، أحداث هذه القصة بدأت مع أحد المهنيين في تخصص تركيب الأنظمة المعقدة لجهاز الحاسوب للقياديين، وهي بالمناسبة شبكة من المعلومات تربط قيادي الدولة ببعض، ومن خلالها يمكن للقيادي معرفة المعلومات الأولية عن أعداد البطالة والنسب وغيرها من المعلومات الدقيقة عبر برنامج يسمى نظام دعم متخذي القرار، المهم أن زميلنا المهني راح يسرد لنا فصول معاناته اليومية طيلة شهرين بين وقوفه أمام بوابة مبنى هذا المسؤول ومماطلة سكرتيرته الشخصية التي حنت ورأفت لما آل إليه حاله ووعدته بأن تحدد له موعدا لإتمام مهمته التي يصفها بالعذاب. وبعد زمن مرتقب تحقق وعد السكرتيرة في يوم موعود ولكون هذا القيادي مهما كان صاحبنا المهني في المكان والزمان المحددين، إلا أن لعنة التأجيل كانت واردة هذه المرة أيضا، وبعد أن نفدت أعذار سكرتيرة المكتب وفي لحظة غير متوقعة تمت الموافقة على منح إذن لهذا الفني لتنفيذ مهمته ليتلقى هذا الخبر بسعادة وفرح ثم حمل عدته وذهب خلف السكرتيرة لترشده إلى المكان المقرر لإنجاز مهمته، ولسخرية القدر كان في انتظار ذلك الفني مفاجأة صاعقة، لم يصدق عينيه على أثرها، حيث رأى القيادي متوسدا الكنبة التي أمام مكتبه في رحلة سبات أهل الكهف، ضاربا بعرض الحائط مصلحة العمل، مع تعليمات مشددة من السكرتيرة بالالتزام بالهدوء حتى لا يزعج القيادي.. المهم أكمل صاحبنا عمله كالسارق في الأفلام من دون أن يحس به أحد وبالفعل أنجز مهمته بسهولة ويسر لينتهي ويخرج كما دخل من دون إزعاج.
وهذه الحادثة ليست من وحي الخيال بل هي حقيقية وواقعية، وأبطالها إلى اليوم أحياء وربما يعرفهم البعض جيدا، والمضحك المبكي في هذه القصة هو الوعود التي تصدر من مثل هؤلاء المسؤولين الذين يمثلون النخبة وأصحاب القرار والذين تتصدر صورهم الصحف ووسائل الإعلام بتنفيذ وبناء وتجهيز وعمل ووعود لا يمكن وصفها سوى أنها وعود وهمية ليس لها أول ولا آخر، وهو أفضل ما يتقنونه، فلا يوجد في قاموسهم أي مصداقية ولا حقيقة فعلية فهم يبرعون في بيع السراب، ومن السهل معرفتهم هذه الأيام حيث تعرفهم من حرصهم وعشقهم للكراسي ولا صلاحية تمنعهم لأنهم هم من قاموا بصنع القانون.. أمثال لا تعد ولا تحصى ابتلينا بهم فهم قدرنا ونحن واقعهم لا يمكن أن يتغير إلا إذا تغيرنا نحن.
[email protected]