سأتطرق في الحديث إلى فئة من الأشخاص استشرت في الآونة الأخيرة لتكون محطة لموضوعي الذي سأخطه بعد استعراض مهنة الوضعاء حيث تذكر الأحاديث أنها ولدت في بلاط السلاطين والأمراء ولم يحدد زمنها أو عمرها فقد عرفت منذ عهد طويل ولا ينافسها في هذه الشهرة منذ القديم سوى مهنة البغاء ولذا تجدهما تسيران في خطين متساويين ومتشابهين في كل شيء وإن اختلف الشكل، ولكل من هاتين المهنتين زيها ورداؤها الخاص إلا أن مهنة الوضعاء يصعب في بعض الأحيان تمييزها بسبب تغلغلها بيننا، فلا نستطيع معرفتهم إلا عند ظهورهم أمام أصحاب الحظوة عندما تتجلى فنون التزلف والنفاق من أفواههم وأعمالهم لكسب ود رب نعمتهم، وهذه المهنة استحسنها البعض من السياسيين الذين ارتضوها ووجدوها طريقا مجديا في العيش تحت ظل سيدهم الجديد الذي يسهب ويمن عليهم بالعطايا والمنح، ومن كان يظن أن هذه الوقائع التي كانت تسرد سرا داخل القصور والأبواب المغلقة عنهم، باتت اليوم ظاهرة للعيان في صورة متكررة حتى طفحت الساحة منهم، يتبارون في كل موقف وحدث على من يظهر تأييده ونصرة سيده بشكل سافر حتى وأن كان مخطئا وبشكل مقزز ومنفر، متجاهلين كل مبادئهم في سبيل قطف ود سيدهم ورضاه، وللأسف ان أغلب هؤلاء هم من صنعنا فنحن من ساهم في وجودهم بيننا ولا يظن البعض أن المعني بهذه المسألة أعضاء مجلس الأمة أو بعض السياسيين أو حتى المشاهير بل انها فئة اتسعت وطالت كثيرا من جوانب حياتنا العملية والاجتماعية حتى باتت تتعدى كل ذلك، فلننظر حولنا ولنحص إن استطعنا عدهم!
t-alhaifi2hotmail.com