اليوم أيقنت أن للحرية ثمنا باهظا، وأنها لا تهب إلا لمن يأبى القيود ويعشق الاستقلالية. اليوم أيقنت أن للمواقف تضحيات لا تنال بالتأني والتردي وإنما بالصلابة والشجاعة.
اليوم أيقنت أن الصدق هو ميثاق لا ينال شرفه إلا من التزم بوعده ونفذه مهما كانت تبعاته.
اليوم أيقنت أن الناس تعلم وتتجاهل الحقيقة أيا كانت، ليس عجزا منهم بل خوفا من المواجهة.
اليوم أيقنت أننا شعب «مكاري»، نحترم أنظمة الغير ونلتزم بها احترما لها وعندما نعود نتبارى لتحطيم قوانيننا.
اليوم أيقنت أننا فقدنا صفة الاحترام حتى بات الصغير كبيرا بوقاحته والكبير صغيرا بأدبه.
اليوم أيقنت أننا شعب «أكشن»، يعشق الإثارة السياسية ويدمن تفاصيلها ويتعاطاها في كل وقت.
اليوم أيقنت أن صوت الحق قد يضيع بين صيحات وضوضاء السفهاء والوضعاء.
اليوم أيقنت أننا لا نستثمر أخطاءنا في تصحيح مسارنا، ولا نخجل من تكرار إخفاقنا حتى أصبحت شماعة نعلق عليها فشلنا.
اليوم أيقنت أن البطانة السياسية العقيمة وباء استحكم في جسد القرار وأصبح المتسيد بخططه ومشاريعه.
وبعد هذا الرصد أيقنت أنه لا توجد حقيقة صحيحة غير الموت، وكل ما ورد لا يمثل سوى تجارب نمتلك نحن فقط فرص تغييرها متى أردنا.
[email protected]