ما أشرنا إليه أو همس به البعض من تحذيرات حدث في مباراة تحديد بطل كأس الاتحاد الآسيوي التي جمعت فريق القادسية بشقيقه الاتحاد السوري، والتي انتهت بفوز مستحق للأشقاء، ولكن بعيدا عن أجواء المباراة فإن ما جرى قبل ومع نهاية المباراة هو ما يستحق الوقوف عنده، فبعد أن كان سوء التنظيم هو العنوان البارز لهذه المناسبة التاريخية ولا شك أن المسؤولية تتحملها الهيئة العامة للشباب والرياضة أولا كونها المسؤولة عن ستاد جابر، وثانيا الإدارة العامة للمرور، وسنقف لنعلل الأسباب بناء على ما جرى مع أول اختبار حقيقي لاستيعاب أكثر من 50 ألف متفرج فشلت أمامهم المنظومة التنظيمية فشلا ذريعا، فإذا عدنا إلى الوراء وأنعشنا الذاكرة قليلا لتذكرنا الردود المعارضة لاختيار الموقع للستاد الذي وقع بين مناطق ومؤسسات تعليمية كان له الأثر في قلة المداخل والمخارج لهذه المنشأة الرياضية المهمة، وما زاد من تفاقم المشكلة إغلاق مداخل ومخارج الستاد المطلة على الدائري السادس بحواجز إسمنتية ليكون المنفذ الوحيد من طريق واحد فقط، وإلزام جميع الجماهير بالمرور بطريقة إجبارية نحو فتحة مستشفى الفروانية، مما سبب مشكلة مرورية لا يمكن وصفها، وأضف إلى ذلك أن المنشأة تستوعب 60 ألف متفرج، خصص لها 4 آلاف موقف، مما اضطر الجمهور الذي لم يحالفه الحظ من الوصول مبكرا التسابق لأقرب رصيف ليكون الملاذ المنطقي، وما سبق كان على المستوى الخارجي، ولم يكن المستوى الداخلي أقل سلبيا بل كانت أسوأ بكثير، فبوابات الستاد معظمها مغلقة ولم تفتح إلا اثنتان ولا نعلم الأسباب التي منعت من فتح جميع البوابات لهذه المناسبة. والحادثة الأخرى والتي صارت عرفا يتكرر مع كل مناسبة رياضية هو احتلال مقاعد كبار الشخصيات والصحافيين من أشخاص تمت دعوتهم من المنظمين مما سبب إحراجا للعديد منهم، والأغبر من ذلك هو مقاعد الستاد التي كانت مليئة بالأتربة بسبب عدم تنظيفها لتصبح عملية إزاحة الأتربة بمثابة عاصفة رملية أصابت العديد من الجمهور بالحساسية، ولا تعليق على ذلك.
وخلاصة ما حدث، كان هذا الحدث عبارة عن اختبار جدي أثبت فشل الأجهزة المعنية متمثلة من وزارة الداخلية والدفاع المدني وهيئة الشباب، فقد كان ينبغي لهم عمل مسح ميداني لتلافي الأخطاء لتأمين سلامة أكثر من ستين ألف متفرج.
[email protected]