في نفس هذا الشهر من العام القادم ستمر الذكرى الـ 50 على إنشاء تلفزيون الكويت، عبر مسيرة لا تتوقف من العطاء في سماء الإعلام العربي، حقق خلالها الكثير من الإنجازات، كان للإدارات السابقة والدعم الحكومي الفضل فيها، حتى بدأت مرحلة جديدة من التراجع في الإعلام الرسمي، ليأخذ بعد ذلك الإعلام الخاص زمام المبادرة في إدارة قيادة توجيه الرأي العام وهي مسألة خطيرة بدأت انعكاساتها تتضح.
ولا يخفى أن السبب في ذلك يعود إلى أن رأس الهرم في «الإعلام» ترك الدفة لقيادات صغرى لا تعي الرؤية الإعلامية الحقيقية في زمن إلكتروني يتطور بشكل مذهل وتظل الأوضاع كما هي من قوانين ولوائح قديمة كانت وراء هجرة أغلب الكوادر الفنية الناجحة إلى المحطات الخاصة التي تقيم الإبداع.
وكما هو معلوم فإن الإعلام يعطي من يعمل فيه على قدر ما يقدمه سواء من الإبداع أو المال لكي يستمر الإشعاع، ولكن هذه النظرية للأسف غائبة وتحديدا لدى من يقننون الدعم المادي لقطاع التلفزيون والإذاعة تحت ذريعة المحافظة على المال العام، وفي المقابل يشترون أعمالا تلفزيونية متوسطة المستوى وأخرى لا تحوي أي قيمة فنية، متجاوزين اللجان واللوائح المعتمدة في سبيل إرضاء علاقة المصالح والمنفعة الشخصية، وما سطرته محاضر ديوان المحاسبة من مخالفات يؤكد ذلك ولم تتوقف القرارات عند حد معين، بل صدرت أوامر شفهية لتقليص البرامج التلفزيونية والإذاعية إلى عدد لا يتعدى أصابع اليد، من ضمنها برنامج خاص لقريب أحد القياديين ليدخل التلفزيون الرسمي في مرحلة الغياب، ويقاطعه جمهوره بسبب ما آل إليه من تدن على المستوى الفني.
وسأختتم كلامي بملاحظة يجب أن يعي لها من يهمه الأمر وهي أن الإعلام الكويتي كان سفيرنا على خارطة الوطن العربي وهو الذي ساهم في اعتلاء منصات التفوق عبر الأعمال المميزة ليكون خير ممثل للكويت، لذا أتمنى أن تكون هناك وقفة جادة لتصحيح الأوضاع وإعادة الإعلام الرسمي لمكانه الحقيقي.
[email protected]