طلال الهيفي
تناقلت وسائل الإعلام خبرا ورد على لسان وزير الاعلام مفاده أن الإعلام الكويتي لايزال بخير.
انتهى تعليق الوزير، الا ان هذا الخبر أثارني وأيقظ قلمي ليتحرر من شجونه ليعلق على ما قاله وزير الاعلام.
الا ان الحقيقة يا معالي وزير الاعلام ضبابية بمعنى الكلمة فنحن نسير باتجاه واحد وبسرعة قياسية نحو الهاوية وان لم نكن قد سقطنا فيها فعلا.
فجميع المعطيات تشير الى ذلك، فبعد ان كان الاعلام الكويتي اللاعب الأساسي وقائد الجوقة الاعلامية في المنطقة اصبح اليوم ذلك الهرم المكبل بالأوجاع والأمراض المزمنة لا يغري أي طامح أو ساع نحو النجاح فبات طاردا للوجوه المميزة، فتأمل من حولك وقارن ببساطة سترى الحقيقة تتجلى أمامك وتنكشف.
اليوم نحن نمر بأيام عجاف في ظل غياب الخطط والاستراتيجية المدروسة وفق رؤى إعلامية تواكب سرعة وحرفية وتقنية عالم الإعلام.
معالي الوزير، أود ان استرجع معك بعض المشاهد لصور المعاناة التي تنقص وتطفش وتسهم في انصراف كوادرك الاعلامية نحو الهجرة للمحطات الفضائية مع العلم ان هذه المحطات التي بدأت تتألق منذ انطلاقتها نشأت بسواعد أبنائك من هذا الجسم الاعلامي، والسبب طبعا في ذلك التفرد لهم لم يأت من فراغ، بل في ظل الدعم السخي والادارة الناجحة.
يا معاليك، لم يبق من ابنائك المخلصين الا نخبة قليلة مازالت تقاوم وتصارع بيروقراطية الدور السادس في أبجديات وأساسيات رسخت منذ بداية السبعينيات ولم تتغير منذ ذلك الحين فهذه القوانين يجب ان تتطور مع متغيرات الزمن حتى أصبحت قضية الانتاج لأي عمل فني شبه مستحيلة وعسرة أحيانا فكيف نستطيع ان نستحوذ على استقطاب المشاهدين في ظل هذه المعادلة الصعبة.
والحديث مستمر ويجرنا الى قضية اخرى وهي غائبة تماما فالقرارات الادارية تمر بإيقاع ورتم كلاسيكي بطيء، تقتل بدورها سرعة التنفيذ والانجاز ولا يعني هذا التقليل من ادارة هؤلاء المسؤولين، ولكن السبب يعود الى الكيفية القديمة المتبعة في تنظيم الادارة، ولا يمكننا اغفال ايضا قضية التصنيف لهذه الكوادر والذي يعد إهانة لكل فنان ومبدع سواء من الاعداد أو الاخراج أو حتى الاصطاف الفني بأشكاله المتعددة، فهذه المهنة المبدعة ان لم تجد من يقدرها في وقتنا الحالي فليس من الغريب ان تجدها تغرد خارج سرب وزارة الاعلام.
فيا معاليك، هذا ليس سوى غيض من فيض، والشجون عديدة وهذه بعض الآهات من أبنائك الاعلاميين التي تتمنى ان تجد لها صدى لدى معاليك.