طلال الهيفي
ظهر في مسرح المجتمع الدولي عدد كبير من الدول القومية، إما بفعل الأزمات أو الحروب، وكان لها الأثر في ظهور مفهوم الأقليات وهم الجماعات التي تتشكل عدديا بين سكان الدولة... ولحماية هذه الأقلية والمحافظة على وجودها ظهر نظام أو مصطلح سياسي يعرف باسم الكوتا، وقد أطلق هذا المصطلح لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية للمحافظة على الجماعات المحرومة من قبل السلطات الحكومية، وقد كان في الأصل ناجما عن الحركة للحقوق المدنية وأطلق هذا المفهوم في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي الذي ألزم من خلال تطبيقه على نظام حصص نسبية تلزم الجهات بتخصيص نسبة معينة.
وما كان هذا التعريف إلا مداخلة علما سأتناوله من موضوع في هذه المقالة، فبعد إعطاء المرأة حقوقها السياسية ووصولها إلى أكثر من مركز قيادي، حتى برزت بعض الأصوات النسائية تعلو في كل منتدى ولقاء، تصف نفسها بالأقلية المستضعفة، الا أن الحقيقة عكس ذلك لكونها الرقم الصعب في عالم السياسة فمن المعروف أن النساء في الكويت هم النسبة العظمى في تعداد السكان حسبما أشارت الإحصائيات الحكومية، بالاضافة الى أنهن أصحاب التأثير الأقوى في كل المنافسات حتى أصبحت القواعد الانتخابية تسعى لخطب ودهن في كل مهرجان أو تنظيم سياسي لاستمالتهن في صفوفهم، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد ذهب مجموعة إن لم يكن الأغلب تحت قبة عبدالله السالم لطلب ود النساء وإرضائهن، إلا أن ما يحز في القلب هو مطالبة البعض وأؤكد البعض منهن وتحديدا في اللقاء الخاص الذي حظين به من قبل الرئيس الأميركي داخل السفارة الأميركية في زيارته الأخيرة للكويت وما دار من مناقشات ومطالبات شخصية في أغلبها مثلت تأليبا على أساسيات ونظم واستقرار ديموقراطية الكويت. وأحسب أنه لولا تسريب هذه المطالب لما كنا علمنا بما تم خلف أسوار السفارة، ومن ثم بعد تفشي هذه الأسرار النسائية سارعت بعضهن لإنكار ما نسب أو حتى تفسير ما دار خلف الأبواب المغلقة!
والمرأة في الكويت حصلت على جميع مكتسباتها وحقوقها ويشهد على ذلك الكل من رجال هذا البلد!
فهل تريد المرأة بعد أن اصبح حضورها يوازي، ان لم يتغلب على الحضور الذكوري في جميع المناسبات، ان تكون الكوتا هي حصان طروادة لغاية في نفسها... أم انهن يردن اقتباس فكرة الفيلم المصري «أريد حلا» على الطريقة الكويتية.