طلال الهيفي
لا شك في صدق المثل الشائع ان لكل زمن دولة ورجالا، الا ان المتغيرات الآنية فرضت في زمننا واقعا جديدا لا يمكن إنكاره وهو بروز نجم المرأة، وأفول عالم الرجل والمؤشرات كثيرة.
فمع اعطاء النساء حقوقهن السياسية اشتعلت الساحة بتصريحاتهن النارية التي لا تخلو من الاثارة الكلامية البعيدة كل البعد عن تركيبة وسيكولوجية المرأة الودودة، فهذا المرض الجديد الذي ابتلينا به مما يدعون أنفسهن بالناشطات أصبح كالداء ينتشر بسرعة بين كل من تبحث عن صورة أو مساحة لكي تروج عن حضورها على الخارطة السياسية كوزيرة أو قيادية؟
ومما زاد من هذا البلاء المستشري لدينا تلك التجمعات النسائية بدعمهن الدائم للمظاهرات والندوات الداعمة لبنات جنسهن في أي ملتقى سياسي وهو حق مكتسب لهن بلا شك، الا ان نقطة الخلاف التي ابديها مع تحفظي لبعض الأمور في هذا المقال ويمكن الرجوع الى المقالات السابقة للتوضيح، فعندما قامت بعض هذه الرموز النسائية في نقل هذه المواجهة المبالغ فيها بوسائل الإعلام المرئية والسمعية أو حتى المقروءة بوصف الرجل بالشخصية الذكورية المتعسفة لها والدكتاتورية ولم ينته الموضوع عند هذا الحد، بل انتقل الى تنظيم الاعتصامات والمظاهرات النسائية المحمومة، وهذا المشهد أنعش في ذاكرتي أغنية شهية للمطربة شمس. والحقيقة تقال ان هذه المراهقة السياسية النسائية جاءت مخيبة للآمال، وذلك بسبب ضياع الايديولوجية وقلة مناصري هذا الفكر.
فهذا النهج الذي تسلكه بعض الناشطات السياسيات في الفترة الأخيرة هو محل اعجاب ومدعاة للفخر، الا ان بعضهن يثرن الاشمئزاز والاستياء من هذا التصرف الشاذ الذي لم نألفه من بناتنا، وهو ما جعل البعض يشكك حتى في توجهاتهن الحقيقية.
وفي ختام هذا الكلام، نؤكد على النظرية التي تقول ان المرأة تفتقر الى مهارة التفاوض والاتصال مع الآخرين، بالاضافة الى عدم أهلية بنات جنسها في هذا المجال، لذلك لم تنجح لدينا في الكويت ولا ناشطة خاضت الانتخابات السياسية البرلمانية.