طلال الهيفي
غيب الموت ساحر الكلمة كما كان يحب البعض تسميته، افضل من تولى مهمة الدفاع عن الكويت أينما حل ووطئ، ند لا يهاب المواجهة، مشاغب في الحوار، جريء في كلمة الحق، قل من يستطيع ان يجاريه، فرض احترامه من العدو قبل الصديق، يحيد منافسه دون ان يبغضه، يثير القلوب قبل العقول، ذو نزعة قومية لا تخلو من حس وطني فكري منير، يلهم الحضور بمفرداته، خطيب وساحر امام الجماهير، ساهم في رفع لواء التعليم مع ابنائه الطلبة، فنال استحسانهم أو عشقهم، كان خير معين لهم ودائما ما يردد «ان التدريس هو المكان الوحيد الذي أجد نفسي فيه»، الامر الذي وثق بينه وبين ابنائه الطلبة العهد فكافأوه بالاخلاص والولاء.
سطر أبوقتيبة مسيرة طويلة من النضال أينما حط، فصار المنارة التي تهدي الضال، صنع طريقا قلما يسير عليه الآخرون، وهو بحق ذلك الفرد المجرد من كل صفات الضعف، وحتى بعد اصابته بالمرض لم يعرف الاستسلام أو طريق اليأس، بل كان كما عهدناه وعايشناه، ذلك الصلد العنيد الذي لا يستسلم من دون أي مشهد تقليدي، حتى جاءت الحقيقة المؤكدة، منية فارس الكويت لتصادف يوما حدده بيده قبل ان يعلم دون ان يقصد ليكون ختام عنوان مقالته الاربعائيات أو (بالمقلوب) مواكبا ليوم وفاته يوم الاربعاء.
وبذلك فقدنا الاخ الشاعر الاعلامي المعلم السياسي في رحلة امتدت لسنوات صنعت منه اسما منفردا لا يمكن اختزاله بسهولة، وتعجز الكلمات عن وصفه.
أحمد الربعي شخصية لا يمكن نسيانها وقلما تتكرر.