طلال الهيفي
بعد حل مجلس الأمة السابق والاستعداد لإجراء انتخابات ضمن التقسيمة الجديدة للدوائر الخمس وما ستؤول اليه من مخرجات غير متوقعة.
دخلت جميع التيارات والتنظيمات في طريق مبهم بسبب الحل المفاجئ وتركيبة المناطق الجديدة، مما مهد لمشاركين لم يسبق لهم خوض هذه المنافسة، بفرصة ذهبية، فمع دخول هذه النسب الكبيرة وضم مناطق مع أخرى اختلطت الأوراق ووضع جميع المنافسين في طريق غامض وصعب نحو التأهل لنيل المقعد البرلماني، فالخارطة السياسية في الكويت ستتغير ملامحها بنسبة تفوق النصف ان لم تتعد ذلك، فالمؤشرات تنبئ ببزوغ فرسان على الساحة لم يكن لهم أي شأن، في الوقت نفسه ستختفي أسماء شهيرة عن الساحة السياسية بسبب تواضع ادائها البرلماني تحت قبة عبدالله السالم، وأعول على وجهة نظري في هذا الرأي الى نقطة رئيسية وهي مفاجأة حل مجلس الأمة في وقت لم يكن في الحسبان، وطبعا لا يمكن اغفال ما سبق ان ذكر وهو توزيع الدوائر بشكلها الحالي التي عقدت الحسابات لدى الجميع.
وفي ظل هذه المنافسة المحمومة بين جميع الأطراف في السباق نحو مجلس الأمة، أصبحت اللغة السياسية الدارجة هي «الغاية تبرر الوسيلة للوصول للنجاح»، مما دفع بالمشاركين في خوض هذا السباق السياسي الى استخدام كل الوسائل والامكانيات المتاحة وغير المتاحة لتحقيق الفوز، وهو ما يفسره البعض ان السياسة فن اللاممكن، فاليوم أنت صديقي وغدا يمكن ان تكون عدوي.
الا ان ما يثير الخوف والريبة ان يتعرض هذا العرس الديموقراطي الى تدنيس بعد ورود أنباء عن دخول المال السياسي في الصراع الانتخابي في ظل غياب اجهزة الأمن عما يدور في الخفاء من شراء الأصوات لبعض الأشخاص المرتشين، ومن ليس لديهم أي وازع ديني أو أخلاقي.
وقد استطاعت بعض المصادر والمنتديات الالكترونية رصد نشاط غير مسبوق لبعض المفاتيح الانتخابية الشهيرة لأحد المرشحين بحجز مجموعة من الأصوات والاتفاق معها على التصويت لمرشحه مقابل مبلغ خيالي على حد ما ذكره المصدر ودخول بعض رموز الفساد المعترك السياسي من خلال هذا الطريق مهد لمرحلة جديدة من الصراع الأزلي لتياري الخير والشر.
وان كانت تركيبة الدوائر الخمس قد قلصت من مستوى المال السياسي الا انها لم تستطع ان تقضي على هذه الظاهرة كليا وهذا التنافس ما بين الفساد والنزاهة مستمر ما بقينا أحياء، وان اختلفت أشكاله ومظاهره، ولا يمكن ان نسمح لاحتفالنا بهذا العرس الديموقراطي ان يتأثر أو يفشل بسبب بعض الممارسات الفردية والشاذة، فهذا هو قدرنا وعلينا ان نتعايش معه، وما ستؤول اليه الأمور في الأيام من متغيرات ستمنح الديموقراطية شكلا مختلفا ومثمرا لمرحلة نماء قادمة على بلدنا الحبيب.