طلال الهيفي
نعيش أحيانا في عالم الخيال لنبتعد بقدر الامكان عن حقيقة الواقع، ونستمر في هذه اللعبة التي نتفق عليها جميعا، ولكي نستمر في الحياة مع العلم اننا نتمتع بهذا الحلم لما يعكس من امنيات نتمناها ولا نستطيع ان نحققها في عالمنا المنطقي.
ومع اعطاء المرأة الكويتية حقوقها السياسية برزت لنا مظاهر من الصخب النسائي المراهق من فئة لا تمثل الكل، بل البعض ممن يبحثن عن الشهرة كحشرة (الصقيري) المعروفة في الكويت والتي تحوم حول الضوء باستمرار وتختفي بمجرد اطفاء الضوء وهذا التشبيه المباشر هو اقرب ما يكون لما يدور من حولنا من تطرف في طرح البعض ممن يدعين بأنهن ناشطات سياسيات.. والأدهى من ذلك تأسيسهن للوبي مصغر ولد ميتا لعدم شرعيته.. ولك ان تتخيل كيف سيكون الحال بعد فترة من هذا التمرد النسائي.
وهذا الحلم السعيد الذي يسعين وراءه كفكرة من تطمح بالزواج من فارس الاحلام الذي معه تتحقق كل مظاهر السعادة، الا ان الواقع هو شأن آخر، فكيف نصف من تدشن ترشيحها بمنطقة مغلقة وان كنت غير معارض لتجربتها ولكن كل شيء يؤخذ بالعقل والمنطق والقياس حتى تكون النتيجة منطقية، وهو ما نسعى اليه جميعا، إذن هل هذا الترشيح لم يكن وراءه سوى الظهور الاعلاني الرخيص كوجه نسائي وحيد وبذلك يتحقق جزء من الدعاية والشهرة، أم انها لعنة مرشحة المجلس البلدي المهندسة جنان بوشهري التي استحوذت على العقول والعواطف والاضواء بسبب حضورها المميز والفعال آنذاك، وكيف استطاعت نيل التكريم على أعلى المستويات كونها صاحبة التجربة الاولى. ولم يستوقف هذا الاستقطاب النسائي الحاضر الغائب وان كان خجولا الا من بعض ممتهنات مهنة الناشطات السياسيات وهو مسمى مستحدث ومحبب لهن بانشاء هذا المجلس المصغر والذي لا يتعدى عدده اليد الواحد ليخرجن بتصريح لا ينم سوى عن الفراغ الذي يعيشون فيه، وان كانت هذه هي بدايتها فمضمونة بالطبع نتائجها، ولا يزيد من هذا الاستهجان غرابة الا تصريحات زعيمة ممتهنة مهنة الناشطات باتهام المجتمع الكويتي بأنه مجتمع ذكوري لا يقبل وجود المرأة بجانبه وكيف ان الرجل فشل في القيادة منذ أمد، وبذلك تعلن عن نظرية فرويدية تخص عالمها وفكرها، ولم ينته هذا الجدل العنصري، بل ذهبت باتهاماتها الى قذف رموز وتيارات نكن لها كل اجلال وتقدير، وان اختلفنا على ادائها السياسي، الا ان الحياء لم يعفها عن تناول الشخصيات السياسية بهذه الجرأة المستهجنة.
وكم كنت أتمنى ألا اخوض في هذا الجانب مع العلم ان الحديث يطول ويطول فالتجربة السياسية النسائية هي تجربة مميزة ولها كل التقدير، ولكنها لاتزال في مهدها وتحتاج الى ان نحتضنها وندعمها بعيدا عن تشرذم من اختطفها لمصالح شخصوية بحتة، ولذلك يجب ان نتبناها لتتألق بجانب شريكها الرجل وان تفرض نفسها كورقة ناجحة في كل المقاييس أسوة بالدول المتحضرة.