طلال الهيفي
منع التجمعات، هدم الدواوين، تصادم، تراشق، احتكاك، قنابل دخانية وصوتية، رجال مباحث وقوات خاصة، سيارات نجدة كلها مشاهد حية عايشناها تصور أحداثا هوليوودية للواقع السياسي خلال الأسبوعين المنصرمين في الكويت.
مسلسل عبثي انطلقت فكرته من الصدفة كما يبدو في الظاهر ومن أداء سيىء لمجلس متزعزع وتنفيذ هابط للحكومة.
أسئلة كثيرة مستغربة وعلامات استفهام لا منطق لها سوى السير نحو المجهول تنذر ببعثرة الأوراق السياسية، فالمتابع للمشهد السياسي يجد أن الساحة تظفر بشخصيات مثيرة لا تخلو تصريحاتهم من زوابع سياسية شخصية في بعض الأحيان، مغلفة في ظاهرها بادعاءاتها الوطنية، إلا أن باطنها معبأ بالأنا الشخصانية وهذه الرعونة المفرطة افرزت لنا كوكبة من المتحذلقين والمنتمين إلى السيرك السياسي وما أكثرهم، وتعدد انتماءاتهم، إلا أن أهدافهم في الواقع واضحة لا يختلفون عليها.. مع هذا الخط الرفيع راحوا يعزفون على وترهم السياسي نغم المصلحة الوطنية على حساب جمهورهم السياسي ولا شك في أن ما حبلت به الأيام الماضية من أحداث ستنعكس على المسيرة الديموقراطية، خصوصا بعد أن أفرطت الأجهزة الأمنية في استخدام نفوذها بعيدا عن الأخذ بروح القانون، مما كان له الأثر السلبي على العرس الانتخابي، وما ستؤول إليه الأحداث من متغيرات في المستقبل خير برهان على صدق توقعنا.. ونأمل كما تعودنا من شعبنا منذ نشأته أنه يضرب أروع الأمثلة والإيثار مشكلا نسيجا اجتماعيا فريدا من نوعه ضد أبواب الفتن.. لذا فلنتعاون معا لوأدها في مهجعها حتى لا تكون سببا في تفرق وحدتنا الوطنية ونصبح على ذلك نادمين، والكل ذاهب والكويت باقية بإذن الله.