طلال الهيفي
كلمة دوبلير تعني الشبيه الذي يقوم مقام الشخص الاساسي كما في الافلام عند تصوير مشهد معقد أو خطير فتتم الاستعانة بهذا المغامر لكي يحل بديلا عن هذا النجم حفاظا على حياته، وقد استلهم كبار المنتجين في هوليوود فئة الدوبلير ليوظفوها حتى على الموديلات لكي تحل محل نجمات السينما عبر استخدام اجسادهن كبديلات لهن، مما دفع احداهن مؤخرا لاصدار كتاب تحكي تجربتها في هذا المجال بشكل مثير.
ولم يقتصر دور الدوبلير على هذا الجانب فقط، بل استفادت اجهزة الأمن ايضا من هذه الفكرة لتصبح إحدى الخطط الرئيسية في كل مشروع امني تقدم عليه، وتشهد لنا صفحات الماضي كيف استطاع هذا البديل ان يحقق الهدف منه ويحمي نسخته الاصلية في اكثر من حادثة اغتيال.
وتعود فكرة الدوبلير في التاريخ الى مراحل قديمة جدا وتطورت تحديدا في اوروبا خلال عصور الظلام بسبب كثرة الدسائس في البلاط بين الملوك والامراء، مما دفعهم الى الاستعانة بهذه الحيلة لكي يحموا انفسهم من أي تهديد قد يحاك ضدهم، وتطور هذا الدوبلير في زمننا الحالي ليتم تنفيذ هذه المهمات حسب أهميتها أو أدوارها ويصبح أحد الاضلاع الأساسية في كل عملية سواء كانت سياسية أو فنية على اختلاف موقعها أو أدائها.
فكرة الشبيه جعلتني أصفو مع افكاري لأذهب بعيدا بمخيلتي وانظر في الجانب الآخر، فيما يحدث من حولي سواء على المشهد السياسي العالمي او الاقليمي او حتى المحلي، فكم من دوبلير يقوم بهذا العمل امامنا وهو في الحقيقة ليس سوى منفذ لأوامر طلبت منه ان يؤديها، فكروا قليلا وقارنوا لتستوضحوا جزءا من هذه الرمادية ولنعلم نحن مع من نعيش.
«هواجيس» أحببت ان ارصدها ولكم الرأي.