طلال الهيفي
استطاع الحضور الانتخابي الاخير ان يحرك الهدوء الساكن، ويثير الغبار القابع من كلاسيكية المنافسة المعتادة في انتخابات مجلس الامة وقد ترجمت هذه الصور في المشهد السياسي الاخير نحو تمثيل مجلس الامة من جميع الاطياف، الا ان مشاركة المرأة للمرة الثانية في هذا السباق اضافت جوا من الحيوية وكسرت الرتابة، واضافت واقعا حقيقيا كان من المحرمات، ولكن المرأة في هذه الطلة الثانية وان كانت بالنسبة لها جديدة الا انها حققت قفزة متقدمة ستؤهلها نحو الوصول في المستقبل القريب بإذن الله لمجلس الامة، بسبب المؤشرات الاخيرة والحضور الاكثر من رائع لها وكيف استطاعت ان تترجم هذا الحلم بكل جرأة الى واقع وتلفت الانتباه وتكسر القيود الاجتماعية وتعلن عن ذاتها وعالمها الخاص بشكل مميز عبر اصوات تؤكد على الثقة التي نالتها.
وتأكيدا على تغير المفاهيم، اذكر هذا الموقف بعد الاعلان عن نتائج انتخابات مجلس الامة الاخيرة وكيف نالت د.اسيل العوضي المركز الحادي عشر «اسر لي احد الناخبين في الدائرة الثالثة انه لو كان يعلم انها ستحقق هذه المرتبة لمنحها صوته، وكم من شخص على نمطه، فهذا الشعور هو بداية تغيير في العقلية والمفاهيم الكويتية».
بعد ان استطاعت المرشحات ان تقنع الناخب بهن بمنطقية متناهية بعيدة عن النظرة الذكورية وهذا ما تحقق مع صاحبة حملة «نقدر» للمرشحة د.رولا دشتي وخططها الاعلامية الباهرة والتي تجلت بأرقام مذهلة قدمتها كمرشحة جادة صاحبة نظرة متطلعة ومتحفزة بعيدة عن الصورة الفاشلة للمرأة.
ولا يمكن في هذه المتابعة ان نغض النظر عن المرشحة الجريئة ويمكن ان اسميها مفاجأة انتخابات مجلس 2008 المحامية ذكرى الرشيدي وكيف استطاعت ان تنال هذا العدد من الاصوات في منافسة شبه مستحيلة وداخل دائرة مغلقة قبليا، الا ان حضورها كان بمنزلة نجاح لها ولبنات جنسها.
وارى ان هذه المرحلة الانثوية هي امتداد لمرحلة الصراع على التقاليد التي ورثناها منذ امد طويل مع نشأة الكويت ككيان سياسي، ومقاومتها - أي المرأة - عقول الجهل، التي حاولت منعها من التعليم ومن ثم العمل وقيادة السيارة، وحتى منع وصولها للمعترك السياسي.
الا ان هذا المشهد الذي تجسد لنا ما هو الا رسالة الى كل من يعارض هذا الواقع بأن العقول قد تغيرت واصبحت اكثر تفهما وتقبلا ولذلك لا تستغرب ان تفوز سيدة في انتخابات مجلس الامة القادم، فهذا واقع لا محال، وخيرها في غيرها يا بنات حواء.