طلال الهيفي
يذكر المعجم الوجيز ان أصل كلمة الزعيم ترجع الى زعم، أي ظن أو اعتقد على القوم، وكذلك كلمة زعامة هو من ساد ورأس قومه.
وفي البحوث العلمية نجد ان هناك اجماعا على أساس الشيء ومنه يتفرع الكل ولأن طبيعة البشرية متفردة عن كل ما هو ثابت فإذن تطلبت الحاجة محاكاة رمز يُسترشد به ويتبع لتصبح بعد ذلك من الغرائز الانسانية السائدة كما هي في كل زمن وعصر ولذا نجد ان التاريخ يرصد لنا ومضات ناجعة من مسيرة هؤلاء الزعماء الذين أثروا في بناء المجتمعات وساهموا في تغيير صناعة التاريخ، وكان لهم الأثر في تطور الحضارات المتعاقبة، ليبقوا علامة بارزة تحكي عنها الأزمان.
وبقدر الإمكان عبر هذه المقدمة لا أود ان أصبغها بطابع تاريخي سردي وإنما احاول ان أترجمها لواقع حياتي محلي عبر ما نتعايش معه في وقتنا الحالي، فالنائب الفاضل احمد السعدون هو أحد هؤلاء الحكماء وان كنا نختلف معه احيانا أو نتفق معه في بعض الأحيان، الا انه يظل ذلك الزعيم الشامخ الذي لا يلين، فمواقفه ثابتة لا تهتز ولا تتغير حسب المساومات، استمد قوته من جرأة صقلت عبر سنوات مضنية من العمل القيادي أهلته للعب هذا الدور الصعب والمحافظة عليه.
كما يتميز السعدون بالكاريزما والموهبة الربانية التي لا يحظى بها الا القليل لتصنع منه زعيم كتلة لها قوة سياسية على أرض الواقع، لتنفرد بالساحة السياسية بعـــــد تبنيها العديد من القـــــضايا الــــبارزة لتكون من أبـــــرز القوى السياسية الاساسية وتحــــقق بذلك قاعدة شعبية لا نظير لها من مختلف الطوائف والشرائح.
النائب الوطني أحمد السعدون يظل الزعيم الذي كلما أطل زاد وهجا فلا نستطيع الا ان نقف له إجلالا واحتراما.