عصر القوة ولى إلى غير رجعة حاله كحال ما تسطره لنا الأيام من طغاة استبدوا واستحقوا ما انتهوا إليه من نهاية محتومة وعدوا بها من السماء بعد أن تمادوا وزادوا في طغيانهم فأخذتهم العزة بالآثم وكانت سقطتهم نتيجة أفعالهم الفاسدة، إلا أن هذه الحالات لن تنتهي ولن تقف عند حدود أو فترة خاصة، بل ان هذه الهيمنة ستكرر من حين إلى آخر خلف أقنعة متنوعة..
والمراد في هذا السياق هو الواقع الذي نتابعه باستغراب لموجات من الغلو والتطرف في الحديث على الساحة السياسية اليوم لدينا بشكل لافت حتى أصبح المشهد السياسي حالة منفرة لما يدور عليه من غمز ولمز ومناوشات متكررة حتى أصبحت اللغة المباشرة غير مجدية مما يبرر أثناء هذا الحراك أن يكون منطق الأيدي حاضرا في أي تطور لحظي، وهو ما أتوقعه في ظل هذا الاستفزاز بين الأطراف السياسية بعد غياب المنطق والعقل والحكمة والحوار الهادئ، أضف إلى ذلك مساهمة أقطاب محددة تجاهد بشكل حثيث للأسف لإشعال الوضع السياسي لكي تحقق مرادها دون مراعاة أمن البلد ومصالحه لتصبح الأوضاع كما هي عليه اليوم من ترد وانحدار على جميع الأصعدة بعد أن عكف الجميع على قضاياه متناسين هموم ومتطلبات البناء الهادفة، مسيرة لم ولن بصيغة النفي تعود لجادتها القويمة إلا بعد التضافر والتجرد من آثام التطرف من الجميع وهو أمر عسير يحتاج إلى تضحيات ومواقف ثابتة وتدخل مباشر من أصحاب العقول النيرة الذين نأوا بأنفسهم عن هذه الصراعات مفضلين الصمت بعد أن سادت لغة المهرجين، لذا، وأكررها مرة أخرى، لن نعود إلا بعد حسم هذا اللغو المعيب وتنقية النفوس مما لحق بها من تطرف بغيض، وهذه دعوة وأن كنت على يقين بأن هناك دعوات سبقتني في محاولة لعودة روح العقل والمنطق على المشهد السياسي وهو ما نأمله في القريب العاجل.
٭ ملاحظة: نشكر وزارة الأشغال على نشاطها المكثف مؤخرا في تحسين المستوى العام للطرق وهو جهد يشكرون عليه، ولكن أتمنى إعادة النظر من جديد في الفتحات الفرعية لطريق جمال عبدالناصر بجانب منطقة الشويخ السكنية المؤدي لدوار الشيراتون والفتحة الفرعية المحاذية لمنطقة اليرموك المتفرعة للدائري الخامس.
talalhaifi@