طلال الهيفي
بعد الانفتاح الإعلامي وانتشار المحطات في الفضاء وازدهار هذا المجال أصبح من الصعوبة الاستمرار من دون دعم مادي يغذي هذه المحطات سواء من حيث المادة أو حتى من الإعلانات التي تمت السيطرة عليها من الشركات ومؤسسات متخصصة هدفها الاساسي الربح، بغض النظر عن المضمون لتفتح هذا الآفاق نحو ابعاد أخرى، نلاحظ أثارها الآن في بعضها والتي تسير وفق هذا المنهج، وبذلك ينتهي العصر التقليدي المؤسس لهذه النظم الإعلامية وليطل علينا إعلان جديد لا يخدم سوى الغريزة الإنسانية الشرهة نحو المال والجسد الذي استباح اغلب المحطات وباتت تتشابه في أشكالها ومضمونها ومن ثم اصبح ملاك الاقمار الصناعية ايضا يجارون ما يطلبه المعلنون من إثارة وسحر وقراءة المستقبل ولقطات على حساب حرية المشاهد البسيطة، منتهكين اعراف المهنة في سبيل المكسب المادي ولعل اجتماع وزراء الاعلام العرب الذي نص في بعض بنوده على اسس واضحة نتفق مع بعضها ونختلف مع بعض ما ورد فيها، إلا أنها رسالة مباشرة في الحد من هذه الهرطقات الإعلامية المباحة التي تطل علينا من وقت إلى آخر في أشكال متعددة من الصعب القضاء عليها نهائيا، ولذلك نحتاج إلى قوانين جديدة تنظم هذه العملية أسوة بدولة الولايات المتحدة الاميركية التي وضعت هيئة متخصصة في توجيه هذه الفضائيات ومعاقبة المتجاوز منها على حساب اللوائح والنظم لديهم وقد أتت ثمارها هذه التجربة وقلصت من الانتهاكات التلفزيونية المثيرة، فلابد من مبادرة عليا على مستوى القيادات الإعلامية لإعادة رسم ملامح الإعلام العربي من جديد وفق منهجية يسير عليها الجميع لاعادة وصلة الإعلام إلى الطريق الصحيح.