طلال الهيفي
سلطت الاضواء في الفترة الماضية على عملية بدء التسجيل في مراكز السلك الشرطي، الا ان سبب هذا الزخم الاعلامي الكبير كان بسبب التحاق العنصر النسائي لهذه المهنة بعد ان كانت محصورة فقط على فئة الرجال، بالاضافة الى طبيعة الواقع الاجتماعي المحافظ في البيئة الكويتية التي ترى في هذه المهنة صفة من صفات الرجولة لخشونتها وصعوبتها في الوقت نفسه.
الا ان الحكومة آثرت منح الراغبات من الجنس الناعم في تحقيق طموحهم الانثوي بعد ان كان خيالا يراودهن في افكارهن وتصبح شريكة الرجال في كل شيء حتى الوقت الراهن، وبذلك تلغى الصفة العامة حول طبيعة هذه المهنة التي استحوذ الرجل عليها لنفسه وتبعد مفهوم الخوف والرهبة، ومن ثم تبدأ مرحلة جديدة للمرأة الكويتية التي تراهن على كل شيء في اي موقع تتبوأه، محاولة ان تنال الثقة والنجاح في الوقت نفسه مستشهدة بمجموعة من الانجازات التي تسطرها في كل محفل، وكيف لا وهي تحمل سجلا مشرفا اينما حلت باصرارها وعزيمتها التي تحققت لها لتصل الى اعلى المراتب المتقدمة بجانب ندها التقليدي الرجل.
الآن اعود واعرج من جديد على هذه التجربة الوليدة التي اظن انها تكون محط انظار الجميع بسبب اصرار بنات حواء على خوضها، ومن جهة اخرى على قساوة وخشونة هذه المهنة التي من الصعب ان تتآلف ما بين هذين الوجهين الا ان الايام المقبلة ستكون كفيلة والفيصل في استمراريتها.