طلال الهيفي
مع إطلالة كل يوم جديد تبدأ المعاناة المقدرة علينا بسوء التخطيط من الجهات المعنية، فالكل يصيح ويتذمر إلا أنه لا حياة لمن تنادي وكأن هذه الآهات غير مجدية في زمن أصبح يسير على البركة.
فمنذ أن أصبحت الشوارع تعج بمختلف أنواع السيارات في خطوط متشابكة تداعت من بعدها أنظمة المرور لتكشف من خلالها القناع المزيف للخلل الذي أصابها في ظل الغياب التام للجهات المعنية بهذه المشكلة حتى أصبحت واقعا يوميا.
ومن مفارقات هذه القضية ما تداولته وسائل الإعلام من لقاء جمع ممثل من قطاع الموانئ وآخر من الداخلية ومثله من الأشغال، وأحد الممثلين من جامعة الكويت لحل أزمة المدخل الفاصل ما بين الميناء والجامعة وتستمر هذه الاجتماعات طيلة أشهر لتعود من حيث بدأت لنصل إلى نتيجة مفادها أن هؤلاء المسؤولين لم يكونوا سوى ممثلين وليسوا أصحاب قرار، ليستمر هذا النزيف لهذه المشكلة من دون أي حلول فمثل هؤلاء المسؤولين الملتزمين بالصمت والتجاهل المريب وغياب مبدأ الثواب والعقاب أفضى بخلق مثل هذه النماذج السيئة في الإدارة.
ولكن عند تشريح أزمة الاختناق الوقتية في الطرق نلاحظ أن الجهتين الرئيسيتين المعنيتين فيهما هندسة الطرق التابعة لوزارة الداخلية وشقيقتها في الأشغال وهما المدانتان بشكل أساسي في هذه الفوضى.
فكل جهة تلقي اللوم على الأخرى سواء في توسعة المداخل أو إلغاء تحويلات أو إعاقات تؤثر على الفرعيات للمناطق، فكل مسؤول منهم يتجنب المبادرة أو العمل حتى ولو كان على خطأ فهو ينتظر شخصا أعلى منه ليطلب منه التنفيذ ليخلي ساحته فهؤلاء المسؤولون غير قادرين على مواكبة الزمن فالأغلبية منهم نالت هذه المناصب بألاقدمية وليس بالكفاءة، لنبتلى من ترددهم وتخبطهم في القرار وليتردد السؤال الدائم هل مشاكلنا لا نستطيع حلها إلا عند تدخل الجهات العليا.
فمتى يأتي اليوم الذي يؤدي كل فرد عمله بإخلاص وتفان؟