طلال الهيفي
عندما يدور الحديث عن وزارة الإعلام يتردد اسم المغفور له الشيخ جابر العلي والوكيل المساعد لشؤون التلفزيون في تلك الفترة محمد السنعوسي، ويتجاهل التاريخ من سبقهما أو حتى من جاء من بعدهما وهذه حقيقة لا يغفل عنها أي عاقل بسبب الدور البارز لهما في تأسيس جهاز الإعلام الكويتي وتسخيره للمحافظة على الموروث المحلي وإنشاء المجلات والإصدارات وغيرها من الإنجازات التي لا سبيل لحصرها ولايزال الإعلام الحديث يعيش أطيافها.
وهذه الحقيقة المؤلمة تكشف لنا واقع الوزارة العريقة التي أصابها المرض وأصبحت كالعجوز الضرير، بين المحطات الفنية التي أخذت تتألق وتنفرد على الساحة، وقد شاهدت قبل أيام حدثا يمثل هذا الواقع المريض للإعلام حيث علق إعلان في مدخل مبنى الإعلام عن طلب موظفين من كل الشرائح للعمل لديها في إحدى هذه المحطات الجديدة لتصل الأمور إلى هذا الحد الجريء في ظل غياب الجهات المعنية عن هذا الملصق، ولم يتوقف هذا النزيف عن هذا المكان لينتقل إلى أبرز الكوادر الفنية التي راحت تبحث عن التقدير الفني والمادي في ظل لوائح وقوانين وضعت في الستينيات وأحيانا يستثنى منها البعض لعلاقاتهم ونفوذهم الشخصي، ليعمق جراح الكوادر الفنية التي لم تجد مفرا من الهجرة إلى القطاع الخاص وإن كانت الأيام القادمة ستكون مظلمة على وزارة الإعلام بعد أن بات وشيكا الإعلان عن إنشاء محطتين جديدتين ستطلان قريبا لتستقطب ما تبقى من هذه الكوادر ولا أعلم كيف ستدار الأمور بعد ذلك، فيا وزير الإعلام، أتمنى أن تغتنم هذه الفرصة الذهبية وتستدرك هذه الأسباب لمعالجتها والتفرغ قليلا للقيادات الصغري في جميع القطاعات والتعرف على معاناتهم الحقيقية بعيدا عما يتم عرضه من صورة مغايرة، فلتنضم إلى هؤلاء النخبة وتزاحم من اعتلى منصة الإعلام الكويتي، وليسجل لك التاريخ ومضة يشار بها لك عند الحديث عن الإعلام الكويتي.