طلال الهيفي
يبرع الكثيرون هذه الأيام في استهلاك واستغلال المواقف، وتحديدا عندما تشهد المواجهة ما بين أطراف الصراع، لتلعب هذه الفئة المتنفذة دور البطولة والمخلصة لمصالح البلاد والعباد ومن ثم تطوع الخصومة بالخفاء وتوظفها لإبرام الصفقات وتهيئتها لصالحها وما أكثرهم هذه الأيام على المشهد السياسي.
فمنذ أيام دأبت الشخصيات البروغماتية على الظهور في الأحداث المحلية المهمة مثيرة موجات من التصريحات الشعبوية بشكل مبالغ ينم عن التكسب الشخصي في المواقف المصيرية لترشح للمزيد من التشنج ما بين هذه الأطراف وتلك.
ومع هذه التصريحات السياسية والمحلية نجد أن هؤلاء الممثلين يتكررون في أكثر من حدث وموقف على حسب ما يريده الشارع بأسلوب رخيص محاك للمشاعر والأحاسيس العاطفية بعيدا عن المنطق والعقل فمنذ أن امتهن هؤلاء هذا الدور ونحن مجبرون على متابعتهم بشكل يومي حتى أصبحنا لا نميز مواقفهم الحقيقية بسبب شنفونيتهم الطاغية.
والأمثلة الأخيرة كثيرة وعديدة وإن كان آخرها قضية إضراب البترول وما آلت إليه من مزايدات في سوق التصريحات واستعراض العضلات والسباق لإعلان موقف مع المهرولين من دون النظر للمصلحة العامة لتصبح الساحة ملعبهم الذي يقولون فيه ما لا يفعلون من دون أي منازع.
وليستمر هذا الصخب العبثي في أشكال ومواقف مختلفة وكله تحت ذريعة الديموقراطية من دون أي مبالاة من انعكاسات هذه التحركات على الأحداث الجانبية التي تعصف بنا كل يوم حتى أصبحت هذه التصرفات مرفوضة لدى الأغلبية الصامتة.
إلا أن هذا هو قدرنا الذي ينبغي أن نواجهه، ولا نستطيع أن نغيره، وحتى ذلك الوقت ننتظر جميعا مرحلة النضوج السياسي بشغف.
ليس فقط من هؤلاء اللاعبين بل من كل المشاركين في هذه الممارسة السياسية والأيام كفيلة بذلك، وحتى ذلك الوقت نتابع ما ستفضي به الأيام القادمة من تطورات.