طلال الهيفي
مع كتابة هذه الأسطر والآلة العسكرية لأحفاد الخنازير تعيث في الأرض الفلسطينية عبثا وتدميرا في انتهاك سافر للإنسانية وخنوع وذل من المجتمع العربي وترقب وتنديد من المجتمع الدولي على هذه الجريمة البشعة، مما منحهم شرعية في غلوهم وبطشهم بالحرث والنسل والبشر.
ومن الملاحظ ان هذا الفعل الغادر يتزامن ويتكرر مع كل فترة تجديد لسدة الحكم في البيت الأبيض الأميركي ولا أعرف سبب هذا الارتباط الدائم، ولكن مع متابعة الملف الفلسطيني نجد ان بعض القادة الفلسطينيين باعوا قضيتهم بثمن بخس في سبيل مصالحهم الشخصية، فباتوا منقسمين فيما بينهم وليصبحوا بذلك لقمة سهلة لأعدائهم بعد تفرقهم.
إلا ان الحقيقة المؤلمة في هذه الأزمة تمثلت عبر التصريحات المشبوهة من بعض القيادات الفلسطينية تدين من جهة وتتهم من جهة أخرى الموقف السياسي المصري، وفي بعض الأحيان اللمز والضلوع في هذه الجريمة مما مهد لشحن المواقف المتبادلة الى مرحلة من التصعيد، ومما لا شك فيه ان هذا الجحود الذي أصاب الديبلوماسية المصرية ليس بجديد وبغريب، فالتاريخ يحتفظ برزمة من هذه المواقف الظالمة والتي تحاك في الظلام لضرب الدور المصري التاريخي في القضية العربية، إلا ان الأيام دائما تنصف فيما بعد الموقف المصري، وتؤكد على دورها الريادي في نصرة الحق العربي.
اما هذه الأصوات الشاذة التي بدأت تنغص في وسائل الإعلام محاولة النيل من الدور المصري فليست بجديدة والتي يتوقع منها التصعيد من وتيرتها، خصوصا بعد تدخل أطراف إقليمية على الساحة العربية للعب دور سياسي في الملف الفلسطيني وهذا ما تبوأ له عبر بعض الأشخاص المتنفعين الذين تشابكت مصالحهم مع بعض في هذه القضية وأصبحت منابرهم آلة لتصدير الإفك والتخوين، لذلك تتطلب المرحلة الراهنة القراءة العقلانية لكل ما يدور وما يدس بين السطور حتى تكون الصورة واضحة، ان نحكّم عقولنا ونبتعد عن عواطفنا في هذه الأمور.
ولا يسعنا إلا ان ندعو ان يجلي الله الظلم والعدوان عن اخواننا في غزة وان يفك محنتهم ويصبرهم على ما ابتلوا به انه سميع مجيب الدعاء.