طلال الهيفي
كعادتي اليومية كل صباح وأنا في رحلتي لمدينة القاهرة أتصفح مواقع الإنترنت للاطلاع على آخر الأخبار، إلا ان هذه المرة ليست ككل مرة، فقد واجهت صعوبة في تسجيل الدخول بالشبكة العنكبوتية حتى أصبت بالملل وانصرفت لقضاء شؤون أخرى، ومع مرور الوقت علمت عبر وسائل الإعلام التلفزيونية بانقطاع الكيبل الخاص بالإنترنت الخاص في المنطقة مما أزال الجهل بسبب عدم قدرتي على دخول الإنترنت في ذلك الصباح.
وللمرة الثانية خلال فترة لا تتعدى العام تنقطع الخدمة الإلكترونية العنكبوتية عن أجزاء من الدول العربية وتتأثر مصالح معظم من ارتبط بها ومنهم من تكبد خسائر مادية جراء الانقطاع المفاجئ لها بسبب ارتباط مستخدمي هذه التكنولوجيا بها في نسيج حياتهم اليومية حتى في أقل الأمور الشخصية، فما حدث قبل أيام مضت يكشف الخلل في هذه العلاقة التي باتت مصيرية بين المستخدم والشبكة، وكيف أدى هذا التآلف الى خلق عالم جديد له أدواته الخاصة وأساليبه المتعددة والمتطورة في كل لحظة ويوم إلى أن جاء يوم الجمعة الأسود على عشاق هذه الشبكة لتكون بمنزلة نهاية الحلم السعيد الذي لا نعي له سوى في الواقع، فهذه الضربة القاصمة التي أصابت هدفها وشلت هذا العالم الإلكتروني جعلت البعض يعيدون حساباتهم من جديد وألا يعتمدوا عليه مرة أخرى كي لا يتكرر مشهد الانقطاع مرة أخرى، وهذا الرأي جاء في صفحات إحدى الصحف العربية، ولكن من جهة أخرى لهذا الاستبيان قالت فئة مغايرة انها لا تستطيع الحياة أو العمل من دون هذه التكنولوجيا، فالعلاقة الحميمية بينهما أصبحت ثنائية دائمة لا يستطيعان ان يتفارقا والسبب في ذلك يعود الى الارتباط المباشر في علاقاتهم الخاصة المتمثلة لدى البعض في الصداقات وما شابه ذلك، بالإضافة إلى طبيعة عمل بعض الهيئات والمؤسسات المالية والإعلامية وشركات الطيران في نظام هذه الخدمة التي توفر لها قدرا ومساحة من السرعة والليونة في العمل حتى أصبح مصيرهم يسير في خط واحد لا يفترقان.
واليوم نرى مدى تغلغل هذه التقنية في حياتنا والحاجة اليها أحيانا في عملية البحث أو ما شابه ذلك لتصبح رديفا رئيسيا ومهما في قضاء متطلباتنا وحوائجنا المتعددة، فلا يمر يوم إلا وقد استعنا بهذا الصديق الودود لتغذية طموحنا ورغباتنا إلا ان حادثة يوم الجمعة تقتضي علينا ألا نوكل أمورنا في جانب واحد ولابد ان نترك دائما لنا خط عودة في تصريف أعمالنا حتى لا يتكرر مشهد الجمعة الأسود مرة أخرى معنا.