طلال الهيفي
«كلاكيت ثاني..»، على غرار الأعمال السينمائية من بطولة مرشحي مجلس الأمة وإخراج الحكومة وقصة مستوحاة من الواقع، مع عناصر اجتمعت لترسم لنا المشهد السياسي وهو بالمناسبة مقتبس من الجزء الأول مكرر بكل تفاصيله السابقة إلا أن الزمان والمكان اختلفا بالإضافة إلى تغيير طفيف في الوجوه، ومع ان كل شيء في هذا السباق تقليدي إلا أنه أخذ رزانة وأناقة، خصوصا بعد دخول المرأة في هذه المشاركة للمرة الثانية مما أعطاها حياة ونشاطا كما يصفها علم النفس عند تواجد توأم الرجل معه في أي حقل، ولكن السؤال الذي يتداول عند ذكر المرشحات هذه الأيام: هل تستطيع المرأة كسر هذا الاحتكار واجتياز الامتحان واختراق المفهوم الذكوري وتغيير ارث من القناعات والعادات المكتسبة لدى الناخبين والناخبات؟ وغير هذا من أسئلة تهب كرياح الشمال الموسمية!
لذا سأحاول جاهدا خلال هذا الموضوع تسليط الضوء على فرص المرشحات في هذه الانتخابات، وبما أن الحياة تصنف كل شيء، فلابد أن نشير إلى مستويات المشاركات وتقسيماتهن من خلال متابعة سابقة بنيت عليها معلوماتي وهي على الشكل التالي:
الصنف الأول هو من يتصدر اللائحة وهو النسبة العظمى من المرشحات حيث لا يظهرن سوى وقت الانتخابات لإشباع غريزة حب الشهرة من ناحية وتضييع وقت الفراغ الذي يطغى على حياتهن اليومية وستلاحظونهن خلال هذه الأيام يدلين بتصريحات غريبة ولافتة بعيدا عن الجو العام للانتخابات وسيختفين فجأة كما ظهرن مع نهاية الانتخابات وهؤلاء لا تضيعوا وقتكم معهن. أما الصنف الثاني فهو الصنف المشاكس الذي دائما ما يثير الصخب والإثارة أينما حل وهو في الحقيقة نوع يبحث عن مكان له بين الحضور الاجتماعي وتتميز هذه الفئة بحدة الطباع وجرأة التصريحات، وهن من النوع المفضل لدى وسائل الإعلام لما يمتلكن من إثارة وجرأة تسببان الإحراج لمنافسيهن، وهذا الأداء ليس مصطنعا بل هو إحدى خصائص هذه الشخصية في الواقع، وأما عن أجندتهن فستجدونها تضم مجموعة من الأفكار الإنشائية المشتتة التي لا تحمل أي قيمة وقد قل عددهن في هذه الانتخابات، وأجمل ما في هذا الصنف انه مقتنع قناعة تامة بأنه سيصل إلى مجلس الأمة وهذا ما يجعله يعيش هذا الوهم.
أما ثالث هذه الأصناف فهو بالمناسبة لا يتعدى عدد مرشحاته اليد الواحدة فقط ويمتلكن الكاريزما والطرح والمنطق والجدية وخير دليل على ذلك الأرقام التي حصلن عليها في الانتخابات الماضية مما كون لهن أتباعا وشريحة تؤيدهن لقناعة الناخبين بطرحهن، وهؤلاء هن فقط صاحبات الفرص الحقيقية لتمثيل المرأة في المجلس.
بشرط أن تعي وتركز لكي تتغلب على مفهوم المرأة الغريزي الذي يدعو إلى أن المرأة لا تثق بالأخرى، فإن استطاعت أن تتجاوز هذه الجزئية وتكسر هذا الفكر وإقناع بنات جنسها بأنها خير بديل لها في هذه الساحة، وتشير بعض الاستطلاعات الأخيرة إلى أن هذه الفئة ستخترق الطوق الرجولي وان كان على الأقل بمرشحة واحدة في أضعف الأحوال.
ونهاية القول يعد هذا الاجتهاد قابلا لفرضية الصح والخطأ ولا يؤخذ على محمل النقد كما فسره البعض في الانتخابات السابقة.