طلال الهيفي
مع بداية التحوط العالمي الذي ضرب لمنع انتشار مرض إنفلونزا الخنازير والمحاولات الحثيثة والمبذولة لتطويقه من المجتمع الدولي إلا أن كل ذلك لم يحد دون انتشاره، ليصبح أمرا واقعيا وليتم تصنيفه كوباء عالمي لسرعة انتشاره بشكل سريع ينذر بكارثة حتمية الأمر الذي اضطر الأجهزة الصحية في كل مكان لبذل جهود جبارة لاحتوائه والسيطرة عليه بأقل الخسائر البشرية، مما دفع بعض الدول إلى استنفار أجهزتها الطبية لرصده في المنافذ الجوية والبرية والبحرية قبل نقل الوباء للمجتمع ومن ثم تصبح عملية استدراكه صعبة بسبب سهولة انتشاره بين الأفراد، وضمن هذا الإطار سرد لي صديق تجربته الشخصية وحكايته مع الجهاز الوقائي في المطار وما صاحبه من ثغرات في الأجهزة الصحية وهو أمر لا ينبغي الاستهانة به فبعد أن انتهى من الإجراءات الأمنية عند دخوله مطار الكويت وجد حالة من الفوضى عند تسلم الحقائب ومن ثم يطلب منه أحد العاملين تسلم الورقة الخاصة بالفحص الطبي لمراجعة أحد المستوصفات الدالة عليها الإرشادات الموجودة في الورقة كي تكتمل عملية خروجه.
والسؤال الذي يفرض نفسه: ما دور الجهاز الحراري للكشف عن الحالات المصابة وكيف تمكن بعض المصابين القادمين من دول أجنبية من دخول البلاد، ولم يتم اكتشافهم سوى بالصدفة عندما نقلوا العدوى إلى فتاة صغيرة قريبة لهم ليتجلى بذلك فشل الأجهزة الطبية لدينا في الكشف ومواجهة هذه الأزمات الطارئة والتي اكتشفت بالصدفة ولله الحمد تم احتواؤها بسرعة، المطلوب من وزارة الصحة أن تعيد رسم خطتها من جديد وأن تتم مراقبة القادمين وفحصهم بصورة أكثر دقة حتى ولو كان على حساب تأخير القادمين في المطار وباقي المنافذ وألا نعيد ونكرر كلمة لو كان كذا وكذا فالمطلوب اليقظة والحرص كما يشاع في الإجراءات المتبعة في المطارات المتقدمة والتي لا تسمح لك بالخروج من مقعد الطائرة إلا بعد أن يتم فحص الجميع وهم داخلها واليوم يعلن وزير الصحة في وسائل الإعلام ان مراحل هذا الوباء أصبحت خطيرة. هذا وهو أعلى هرم في الوزارة فماذا نقول نحن بعد هذا التصريح؟