دأبت الحكومة خلال الآونة الأخيرة على انتهاج سلوك مغاير لما كانت تتبعه حيث فسرت هذه الخطوة على أنها تحسين لأدائها من خلال وزرائها الذين يسعون إلى تخفيف الضغط النيابي الذي يصف دائما أداء الحكومة بأنه بلا إنجاز، وهي خطة تحاول بها تغيير مظهرها السائد عبر الدعم الإعلامي المصاحب لها عبر جولات وتصريحات وزرائها الذين تعاضدوا مع بعض النواب لمشاركتهم في ترويج برامجهم السياسية التي ترجموها في جولات وزيارات ميدانية هنا وهناك.
وقد ساهمت هذه المشاركة السياسية في ترطيب العلاقة بين هؤلاء الوزراء والنواب في نطاق السياسة لا أكثر، ولا يعني ذلك أنها علاقة متينة، بل إنها لا تعدو أن تكون هدنة مرتبطة بمصالح محددة تنتهي حسب صلاحيتها وتفسد عند تعارض هذه المصلحة، إلا أن المنطق العقلي والالتزام الأدبي يدفعنا إلى التشكيك في هذه العلاقة التي تشبه المهدئات والمسكنات التي يراد منها تخفيف العبء الشعبي الذي أصيب بالملل مما آلت إليه الأوضاع على مختلف الأصعدة، فهذه التصريحات غير الواقعية من النواب والوزراء تهدف إلى محاكاة غرائز المواطن الذي بدأ يدرك أبعاد مثل هذه السياسة التي يراد بها تخديره عن الواقع المتردي والشواهد عديدة، فهذا الوزير يصرح بحزمة من المشاريع التنموية وذاك النائب يداعب أحلام المواطنين بإسقاط قروضهم الاستهلاكية وزميله يطالب بمنحة مالية واللائحة تطول بهذه العروض من كلا الطرفين، وهذا المسلسل السياسي لم يمنع من حضور خاص للبعض ممن يحاول بشكل أو بآخر من كلا الطرفين العمل بشكل جدي في رسم واقع إيجابي للبناء، فهذا الحس هو ما يدعونا إلى التفاؤل بغد أفضل ينتشلنا من هذا الجو العبثي في العمل السياسي.
[email protected]