رغم التشاؤم من الوضع المحلي السائد إلا أن هناك مؤشرات إيجابية تدعونا للتفاؤل ونسيان الجانب السيئ منها، حيث أدت الاسئلة المباشرة من النواب إلى إثراء الساحة السياسية والتعاطي معها على أنها أدوات فعالة في تصحيح الأخطاء مما جعلها وسيلة صقل إيجابية في العمل السياسي.
وكما تابعنا فإن الأسئلة الفعلية قد وصلت إلى ستة أسئلة تناولت تقاعس الوزراء عن تنفيذ الملاحظات التي تحدث عنها النواب لتنتهي الفترة المقررة لتصحيح الأخطاء وهو الأمر الذي برره في نهاية المطاف النائب علي الدقباسي عند تقديم استجوابه لوزير الإعلام بعد أن انتهت الفترة الزمنية لمعالجة هذه الملاحظات حيث استند بذلك إلى نص المادة 101 من الدستور في مساءلة الوزراء، كما جاء في صحيفة استجوابه والتي ارتكزت علي محورين.
ومع إيماننا بالمؤسسة الديموقراطية التي تنظم طبيعة العلاقة بين السلطات والتي جعلت من الكويت منارا فريدا في المنطقة العربية، ومع هذا التحول المميز للمسيرة الديموقراطية يأتي لنا اليوم من يشكك ويحاول أن يشل من عزيمة هذه الممارسة من خلال إبداء الرأي المسبق قبل الاطلاع أو قراءة محاور الاستجواب من دون أي تبرير منطقي في محاولة لإضعافه أمام الرأي العام وإصباغه بالشخصانية بأسلوب يصفه أهل الكويت باللقافة، وللأسف أصبح هذا التوجه ديدمونة بعض السياسيين وهو بلا شك أداء لم نعتد عليه من قبل في الممارسات السابقة.
واستجواب وزير الإعلام ما هو إلا سلسلة من التطور المستمر للعمل الديموقراطي والمهم في إثراء هذا الجانب والذي سيمنح المزيد من التوسع والإسهاب في الحياة السياسية الكويتية، لذا ينبغي أن تكون لنا كلمة لمن يحاول أن يفسد التطور الطبيعي لهذه المسيرة وأن نوضح له الفرق ما بين عمل السياسة واللقافة.
[email protected]