بادئ ذي بدء: اللهم ارحم شهداء مسجد الإمام الصادق واشف المصابين من إخوتنا وصبر أهلهم وذويهم.
الثقافة الكويتية قائمة منذ 300 عام على التسامح وقبول الآخر، لذا حالة التعايش القائمة بين جميع أطياف المجتمع ليست مستغربة ولم يكن مستغربا ان يقوم جميع الكويتيين سنة وشيعة وحضرا وبدوا بالوقوف يدا واحدة بعد الهجوم الإرهابي الذي طال مسجد الإمام الصادق.
منذ نشأة الكويت الأولى ولا يوجد تمييز ولا تمايز بين فئة وأخرى، وهي خصلة جبل عليها الكويتيون.
هل نحن بحاجة لنتذكر ان دماء السنة والشيعة اختلطت إبان الاحتلال العراقي، وان بيت القرين كمثال قائم شاهد على ان دماء السنة والشيعة اختلطت بعد عمل جبان استهدفهم لم يفرق بينهم العدو ولم يفرقوا هم بين أنفسهم وكانوا جيدا واحدا ودما واحدا ومصيرا واحدا، وزفت أرواحهم الطاهرة الى السماء دفاعا عن ارضهم.
الأهم من هذا كله ان ما من رئيس دولة في العالم كله زار موقع تفجير إرهابي او كارثة بعد دقائق من حدوثه، ولكن والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كسر هذه القاعدة السياسية البروتوكولية الأمنية وتوجه الى موقع الانفجار، وقال كلمته التي ستصبح نبراسا خالدا في الذاكرة الكويتية «هذولا عيالي» معلقا على ما رآه.
الحادثة وحدت الكويتيين وقربتهم اكثر من قيادتهم، وكيف لا ووالدنا الشيخ صباح الأحمد قطع كل دابر لأي تأويلات أو متصيدين بقراراته التي اصدرها لاحقا بترميم مسجد الإمام الصادق وإلحاق شهداء التفجير بمكتب الشهيد.
الأهم أن الحادثة رغم بشاعتها كشفت الوجه الأبيض للكويتيين ومعدنهم الذهبي الصافي، عندما تقدم الشباب للتبرع بالدم في بنك الدم لإنقاذ المصابين ومن بين الجمل الرائعة التي تناقلتها وكالات أنباء عالمية: «أنا سني ودمي لأخي الشيعي» كتبها متبرع على ذراعه وهو يقوم بالتبرع بالدم في بنك الدم».
وأحد الضحايا ظهر على قناة السي ان ان وعندما سأله المذيع: «هل انت حزين على ما حصل» فأجابه: «لا هذه الحادثة وحدت الكويتيين وأشعر بكل هذا الحب».
وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير الشيخ محمد الخالد ومنتسبو الداخلية من ضباط وأفراد لا شك انهم من ترفع لهم قبعة الاحترام نظرا للجهد الجبار الذين قاموا به في كشف كامل خيوط العملية الإرهابية الجبانة وضبط المتورطين في فترة قياسية لم تتجاوز الـ 48 ساعة.
أمر خطير وحيوي يحدث اليوم يجب ان تكون لوزارة الداخلية وقفة حازمة معه وتفعيل قانون الجرائم الالكترونية أو حتى قانون الجزاء ضد كل من يقوم بنشر الشائعات إما عن تعمد أو عن جهل وآخرها إشاعة ان مقاتلين من داعش اقتحموا منزل مواطن وهي التي انكشفت انه لا وجود لا لمسلحين ولا لغيرهم وان البلاغ مجرد بلاغ كاذب.
[email protected]
boreslitariq@