لم أجد وصفا أدق من وصف أحد الأصدقاء وهو «الوزير النبيل» عندما فتحنا سيرة وزير الإعلام الأسبق حمد جابر العلي، وما فعله في الوزارة خلال فترة قصيرة جدا، وللأمانة ان من يسترجع فترة توليه لحقيبة الإعلام رغم قصرها مقارنة مع جميع وزراء الإعلام ممن سبقوه إلا أنه ترك بصمات لاتزال حاضرة إلى اليوم وأهمها وأبرزها أنه قام بكسر قواعد احتكار المناصب، وأعني بعض المناصب في الوزارة والتي كانت ولسنوات محتكرة لأشخاص محددين فقط، وقام بهذا دون تجريح لهم أو حتى ضوضاء إعلامية بل اتخذ القرارات بكل هدوء ودون اعتراضات أو حتى هجوم عليه، كما أنه وخلال توليه قامت وزارة الإعلام وعبر تلفزيون وإذاعة الكويت بتغطية الانتخابات بشكل لم يسبق له مثيل سواء من حيث توسع التغطية وشموليتها وتحويل استوديوهات حية لمتابعة العرس الديموقراطي دقيقة بدقيقة بل ثانية بثانية، ولم يحصل هذا إلا بعد أن منح العاملين والفنيين في الوزارة بين التلفزيون والإذاعة كامل الصلاحيات لتغطية هذا الحدث، ليتميز تلفزيون الكويت وللمرة الأولى بتغطية الحدث وبشكل أصبح عرفا للتغطيات اللاحقة للانتخابات.
والأهم في هذا كله أنه قام بإحالة كل الملفات المشبوهة إلى النيابة العامة يومها دون تردد، بل وأخذ بجميع ملاحظات ديوان المحاسبة بشكل دقيق جدا دون أن يهمل منه بندا أو ملاحظة إلا واتخذ فيها الإجراء المناسب.
وأتذكر عدا وصف صديقي بأن الشيخ حمد جابر العلي «وزير نبيل» أن زملاء لي في التلفزيون قالوا لي إن الشيخ حمد لم نحس يوما أنه وزير بل جزء من الوزارة وخاصة أنه اتبع سياسة الباب المفتوح لجميع الموظفين بمختلف مناصبهم.
والوزير الحالي والذي يحمل أيضا حقيبة وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود هو بدوره ومنذ تسلمه مهام وزارة الإعلام «الشائكة» وهو يقوم بعمليات إصلاح حقيقية في كل نواحي الوزارة فقد قام بخلق حالة إصلاحية شاملة في عموم قطاعات الوزارة، ولم يتحول إلى وزير سياسي فقط بل تحول إلى موظف كبير يعرف كل صغيرة وكبيرة في الوزارة وفتح الباب للشباب على مصراعيه من الإعلاميين سواء من داخل أو خارج الوزارة، وحتى التدويرات التي قام بها طوال الأشهر الست السابقة كانت كلها تصب في اتجاه بوصلة التجديد والتحديث للوزارة.
والتغييرات التي قام بها لا تنكر وإن كانت لا تعجب البعض ولكنه استطاع عبر تعامله السياسي الهادئ القيام بتغييرات جذرية حقيقية ومعها تطور التلفزيون وقفزت الإذاعة، وبدلا من أن تصبح القناة الأولى مجرد رقم في جهاز الاستقبال الفضائي أصبحت قناة تنافس القنوات الخاصة بل وحتى الإقليمية وبشكل لم يسبق أن وصلت إليه القناة الأولى منذ 20 عاما.
الحمود أعاد للقناة الأولى رونقا وأعاد لـ«الإعلام» شبابها.