.. ورحلت العابدة الزاهدة.
ورحلت من يغلق بعد رحيلها باب من أبواب الجنة.
ورحلت من كانت تحت اقدامها الجنة كما ابلغنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
بالأمس أبلغت برحيل والدتي عن الدنيا وكنت قد أودعتها المستشفى قبل ايام.
وصل الخبر كالصاعقة، فليس هو بالخبر العادي، بل خبر يقلب الدنيا رأسا على عقب ويوقف خط تدفق زمن الحياة وانت تتلقى خبرا كهذا.
رحلت ولا راد لقضاء الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
ولا نقول غير الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، رضينا بقضائك وقدرك ولا راد لمشيئتك.
والدتي، بل انها رحمها الله كانت أهلي كلهم، رحلت عن الدنيا فجأة، هكذا رحيل أحب الناس لنا يكون فجأة حتى ولو كنا نتوقعه او ننتظره او نراه.
لا أقسى ولا أوقع خطبا من رحيل الأم، ولا اعتقد بل انني اعلم يقينا ان اليتم لا عمر له، فلا يشعر الرجل باليتم او الفقد الا برحيل والدته، فمع رحيلها ينقطع كل حبل له مع الحياة الاجتماعية الطبيعية.
حزن الرحيل موجع ومؤلم، وبقدر حجم الأحبة الراحلون يأتي الوجع ويكون الألم.
ولا أستطيع ان أقول سوى الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
شكرا من القلب لكل من حضر العزاء او تقدم بالتعزية حضورا او مهاتفة، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم.
[email protected]
boreslitariq@