جولات وزير التربية الأخيرة للوقوف على جاهزية «بعض» المدارس في «بعض» المناطق، كان الأجدر أن يكون من ضمنها جولة أخرى موازية لـ «بعض» المدارس القديمة في مناطق أخرى لم يسبق لكثير من مسؤولي التربية لمعرفة مدى استعدادها لاستقبال أبنائنا الطلبة، وأنا هنا أتحدث عن مدارس قائمة وبعضها عمر إنشائها يزيد عن الأربعين عاما ولكنها رغم أنها ستدخل دائرة المباني التراثية بعد اقل 10 سنوات إلا انه نادرا ما يلتفت لها مسؤولو التربية أو يهتمون لها، ففصولها متهالكة أو بعضها مبني من الصفيح وأغلبها بلا ملاعب صالحة، بل وحتى ان اغلبها أيضا تمديداتها الصحية انتهت صلاحيتها منذ اكثر من 10 سنوات وكذلك براداتها ومرافقها الخاصة بالطلبة، ومثل هذه المدارس «الأثرية» ممن تحرج أوائل طلبتها وبعضهم اليوم على وشك التقاعد من وظائفهم لم تطرأ عليها تغييرات في البنيان أو تحسين في مرافقها وظلت عاما بعد عام تتهالك ومع هذا تستمر الدراسة بها.
ولا تكاد تصل إليها أيادي الصيانة أو مشاريع الصيانة التي تعتمدها وزارة التربية سنويا وكأنها أصبحت جزءا مقررا وامرا واقعا ومجرد بناء من جدران وغرف وليس منشأة تستوجب الاهتمام عاما بعد عام.
يمكن لي ان أعدد عشرات المدارس التي بعضها لم تمسسه أيادي التطوير أو الصيانة منذ سنوات، وتوقف مسؤولو التربية عن زيارتها منذ سنوات، فهي بحكم الواقع بالنسبة لمسؤولي التربية أمرا واقعا ومنتهيا ماضيا لا يجوز العودة عليه، ويعود تاريخ افتتاح بعض تلك المدارس الى سبعينيات القرن الماضي وتعاني من كثير من جوانب النقص واغلب التطوير أو التجديد الذي حصل بها مجرد حلول ترقيعية تجري كل ثلاثة أو خمسة أعوام لبناء فصل هنا أو صبغ جدار هناك أو عمل مظلات بسيطة أو صيانة اعتيادية للمكيفات.
أنا في الحقيقة أدعو السيد وزير التربية د.بدر العيسى لأن تتضمن زيارته، بل ان يخصص زياراته القادمة لزيارة المدارس الهرمة في العاصمة والجهراء والأحمدي والفروانية فهي تضم عددا كبيرا من المدارس التي يمكن ان تكون نموذجا لما أقول.
من أغرب ما قرأت أن هناك ٦٤ ألف معلم وهناك ٦٤٤ ألف طالب في الكويت، أي ان كل معلم موكل بتدريس ١٠ طلاب، فإذا كان لدينا نظريا مدرس لكل ١٠ طلاب فلماذا لدينا تكدس في بعض الفصول و لدينا تعليم دون المستوى ودون الطموح؟! هل يمكن لأي مسؤول تربوي ان يجيب على هذا السؤال الافتراضي؟!
كلمة أخيرة: تعالت التكبيرات وجاءت فرحة العيد وبقي في القلب الم فراق غاليتي اللهم ارحمها واعلي منزلتها آمين.
ختاما كل عام والجميع بخير.
[email protected]
BoresliTariq@