ذكر وزير العدل د.فالح العزب أن الوزارة بصدد إصدار قرار باستبدال القضبان الحديدية في قاعات المحاكم بحواجز زجاجية.
وقال العزب في تصريح له بهذا الشأن إن هذا من شأنه «توفير معاملة المتهم معاملة لائقة تحفظ كرامته كإنسان وتحترم آدميته ولاسيما في قصر العدل، إلى جانب أن المتهم، ووفق القانون، بريء حتى تثبت إدانته».
وللأمانة، إن هذا القرار من تحويل القفص الحديدي الى حاجز زجاجي لا يحفظ حقوق المتهم بأي قضية، بل إنه يحفظ آدميته ويحفظ كذلك حقه الصوري في الدفاع عن نفسه أمام هيئة المحكمة، ويمنحه وضع آدميته أكثر من كونه يقف خلف قضبان حديدية وكأنه مدان قبل أن تتم إدانته من قبل هيئة المحكمة.
قرار وزير العدل د.فالح العزب إنساني بالدرجة الأولى وقرار مستحق وتأخر كثيرا وفق وجهة نظري، إذ إنه يتوافق مع أبسط قواعد المنطق البسيط للقانون ويعيد الأمور الى نصابها وفق قاعدة أن «المتهم بريء حتى تثبت إدانته»، فوضعه خلف قفص حديدي إدانة مسبقة ضده قبل أن يصدر قرار بحقه حتى إن كان بريئا، لكن وضعه خلف قفص زجاجي يمنحه حقه في انه يقف بين الإدانة والبراءة، فلا هو بالمُدان ولا هو بالبريء حتى تفصل هيئة المحكمة قرارها بشأنه.
وهذا القرار الذي أصدره العزب قرار سهل ممتنع للأمانة، فالعزب أول وزير يبحث أو يصدر قرارا بهذا الشأن، وهي سابقة جديدة وحميدة في ذات الوقت، ترفعنا الى مصاف الدول التي تعنى بحقوق الإنسان أيا كان هذا الإنسان، فهو بالنهاية متهم بريء حتى تتم إدانته بشكل حاسم وقطعي عبر درجات التقاضي الثلاث الابتدائية والاستئناف والتمييز، ومن أبسط حقوق الإنسان أن يعتبر بريئا حتى تتم إدانته بشكل قطعي نهائي، لذا استبدال الأقفاص الحديدية في قاعات المحاكم بالكويت بالحواجز الزجاجية هي قرار سهل ممتنع بسيط يعيد التوازن الحقيقي لأي متهم في أي قضية أمام أي محكمة، وأعني بالسهل الممتنع انه قرار بسيط لكن له تأثير عميق، فرغم بساطته إلا أنه عميق في تأثيره ودلالته ومفهومه بل وحتى تصوره لدى المتلقي، فمتهم خلف قضبان حديدية يختلف عن متهم في نظرنا عن متهم يدافع عن نفسه خلف حاجز زجاجي، فبالنسبة لنا أن من يقف خلف قفص حديدي وقضبان حديدية هو مدان حتى وإن كان بريئا ولكن من يقف خلف حاجز زجاجي هو شخص لا يمكن الحكم عليه، أليست هذه الحقيقة، وأليس قرار الوزير العزب يصب في هذا الاتجاه ويؤكد حقيقة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
فشكرا د.فالح العزب وشكرا ألف مرة لقرار سهل ممتنع لم يتم التفكير به من قبل.
BoresliTariq@
[email protected]