ما زلت عند رأيي الذي أعلنته سابقا في مقالات سابقة لي من ان هناك أولويات اهم وأخطر يفترض بنواب مجلس الأمة الالتفات إليها من استجواب يتناول قضية الإيقاف الكروي، ومهما كانت نتيجة استجواب وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود من طلب عقد جلسة لطرح الثقة، الا انني أتساءل هل قضية الإعلام او قضية الإيقاف الرياضي اهم ام قضية التركيبة السكانية؟!
وهو سؤال لا أطرحه وحدي بل يطرحه الغالبية الصامتة من أبناء بلدي، هل قضية الإيقاف الرياضي التي قامت عليها دنيا المعارضة ولم تقعد اهم ام قضية التركيبة السكانية؟!، اعتقد ان ما من منصف الا ويقول ان قضية التركيبة السكانية والخلل بها اهم واخطر وابلغ عمقا وتأثيرا على البلد من قضية الإيقاف الرياضي، فسبق ان توقفت رياضتنا عالميا اكثر من سنتين ولم يحصل شيء لم يتأثر شيء في البلد، ولكن قضية التركيبة السكانية اخطر بكثير مما يتصور اي شخص، ومع هذا كله قام بعض النواب للحشد في قضية الإيقاف الرياضي بل واستجوبوا وزير الشباب وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها بل وحضر اغلب نواب الأمة جلسة استجواب الوزير وكأنها قضيتنا الأولى وكأن مصيرنا معلق بها، وجرى ما جرى وحشدوا لها اعلاميا وسياسيا وانتهت الى طلب طرح الثقة بالوزير، وكان هذا يوم الثلاثاء الماضي بينما الجلسة المخصصة لمناقشة التركيبة السكانية الخطيرة لم يكتمل النصاب بها و«تفركشت» ولم تعقد، للأسف، وكأن بعض أعضاء مجلس الأمة يقولون لنا إن «الطمباخية» أهم من قضية التركيبة السكانية على البلد، وهذا غير صحيح بل خاطئ تماما، فالتركيبة السكانية خطيرة جدا وربما بتصوري اهم من كرة القدم واليد والطائرة وكل ألعاب القوى بأكملها، كما قلت كنا تحت الإيقاف لأكثر من عامين ولم يحدث شيء ولم يتأثر أحد ولكن التركيبة السكانية قضية خطيرة للغاية ولكن للأسف برأي اغلب أعضاء مجلس الأمة الذين انتخبناهم الرياضة أهم من الخطر المحدق بالمجتمع، والدليل ان جلسة الاستجواب حضر الأغلبية بينما الجلسة الطارئة المخصصة لمناقشة التركيبة السكانية غاب الأكثرية مما أفقد الجلسة نصابها القانوني، وخسرنا يوما كاملا من أيامنا الديموقراطية لمناقشة قضية حيوية وخطيرة.
تلك القضية كان يمكن ان يكشف بها المتسببون في الخلل بالتركيبة السكانية التي جعلتنا أقلية في بلدنا، نعم نحن نعاني ككويتيين من خلل التركيبة السكانية التي يجب ان يتم تعديلها وان يتم طرحها للمناقشة ووضع الحلول المناسبة لها.
كان يجب ان تعقد تلك الجلسة، فنحن ككويتيين نعاني في بلدنا بسبب خلل التركيبة السكانية من تردي في الخدمات العامة كالصحة والطرقات وغيرهما من الخدمات فلا يعقل ان بلدا لا يتجاوز عدد مواطنيه المليون يوجد فيه مئات الآلاف من العمالة الهامشية الذين جاء بهم تجار الإقامات ولا يعقل ابدا الا توجد خطة حكومية واضحة وبينة لتعديل هذا الخلل في التركيبة السكانية، حتى لو لم تعقد تلك الجلسة نحن نطالب الحكومة بوضع خطة واضحة للشعب تشرح له برنامجها لتعديل التركيبة السكانية، اما أعضاء مجلس الأمة فالله يسامحهم الذين وضعوا استجواب الرياضة اهم من خلل التركيبة السكانية، ويجب ان تعقد جلسة أخرى وان يحضر الجميع لمناقشة هذه القضية الخطيرة فنحن لم ننتخبكم من اجل كرة قدم، بل من اجل بحث مستقبل ومصلحة بلد.
[email protected]
BoresliTariq@